رغم ملاحقة إدارة النقل على مدى ثلاثة أيام لتوضيح أسباب انقطاع معظم الطرق المحيطة في تبوك، وانهيار بعض العبارات أمام السيول التي شهدتها بعض الطرق، إلا أن مدير الطرق اكتفى بالحديث عن الاعتمادات المالية. وأكد مدير إدارة الطرق بإدارة النقل بتبوك محمد أبو صابر أن إدارة النقل مرتبطة بوزارة الماليه حيث إن جميع الاعتمادات الماليه تكون عن طريقهم وليست مباشرة وقال "هذا ربما يكون سببا في تأخر بعض الإنجازات" فيما رفض الحديث عن شكاوى المواطنين من انقطاع الطرق جراء عدم قدرة العبارات على الصمود في وجه السيول. "الوطن" قامت بجولة على عدد من الطرق والأحياء الجنوبية، والتقت عددا من المواطنين المتضررين، حيث قال المواطن أبو عبدالعزيز الشمراني "من سكان حي سبيع": أن سكان أحياء "سبيع والواحة والسماح" تفاجؤوا بمياه السيل تدخل إلى شوارعهم ومنازلهم بعد أن ضربت العبارات الصغيرة التي لم تصمد أمامها، وقال "سار السيل بفضل الله في مجراه بعد أن حطم العبارة وما حولها من طريق في اليوم الأول، إلا أن قيام جهات لا نعلمها بردم موقع العبارات جعل السيل ينحرف عن مساره ليتجه إلى حينا، ويتسبب في أضرار كبيرة في شوارع ومنازل الحي"، مطالباً بالتحقيق في أسباب ذلك، والجهات التي لم تتقن عملها وتسببت في الإضرار بالمواطنين. وطالب المواطن سعيد العلياني بمحاسبة كل الجهات المسؤولة والنظر في الطرق التي جرفتها السيول ودمرتها، وكذلك مطالبة الأمانة بشفط المياه الراكدة عند المنازل، وتصحيح مسار الوادي بشكل يضمن سلامتهم، مستغرباً قيام بعض الجهات بإغلاق ممر الوادي، الذي تسبب في إنحراف السيل باتجاه حيهم، وقال "أصحاب وايتات الشفط استغلوا الأوضاع برفع الأسعار". وأضاف العلياني أنهم منذ 3 سنوات وهم يطالبون بالإنارة لحيهم دون جدوى، فيما ذكر المواطن سلمان الشهري من حي "الهاملي" تأثر حيهم بسبب السيول التي اجتاحته، مطالبا الأمانة بشفط المياه المتجمعة، وقال "اعتذرت الأمانة بأن المياه التي تكون داخل الأراضي غير مسؤولين عنها فاضطررنا لإحضار وايتات على حسابنا الخاص، وأساسات منازلنا ستتأثر بسبب تجمع المياه بشكل كبير على القواعد" مطالباً بالتعويض عن كل التلفيات التي تعرضوا لها. وذكر العم إبراهيم جبل أن ماشيته تعرضت للموت بسبب قطع الطريق الموصل بينه وبين مزرعته، مطالباً بفتح طريق لأصحاب المواشي حتى يستطيعوا متابعة مواشيهم وإطعامها. أمين تبوك المهندس محمد العمري أكد ل"الوطن" عملهم المتواصل على معالجة كل الأضرار التي تعرضت لها بعض الأحياء الجنوبية، مؤكداً أنهم يواصلون العمل الآن على تصحيح مسار الوادي بما يضمن حماية الأحياء. وقال العمري في ترصيح صحفي "منذ أن توليت أمانة المنطقة قبل عامين ونصف طلبت في أكثر من 30 اجتماعا من سمو الأمير بخصوص هذه الأحياء وأعلم أننا لم ننقل ذلك لوسائل الإعلام وكنا نحاول أن نغير ميدانياً وهذا ما نعمل له". و أكد الأمين أن مشاكل الأحياء الجنوبية لها سنوات طويلة بسبب ضعف الاعتمادات في فترات سابقة وبسبب النمو الكبير لتبوك، وقال "استطعنا أن نكمل خلال العامين الأخيرين سفلتة الأحياء الجنوبية، وركبنا أكثر من 1200 عمود إنارة بعد أن كانت تلك الأحياء غارقة في الظلام لعدم وجود إنارة، حتى إن البيوت التي تضررت من السيل معروفة وعددها يقارب 70 منزلا ويجري العمل على حل وضعها وإنهاء المشكلة وفق ماتحدده الجهات ذات الاختصاص، وكانت نقاطها معروفة لكن اشكالياتها تحتاج وقتا وبعضها لم يمهلنا المطر فرصة لإكماله". وأضاف المهندس العمري: أنتم تعلمون أن تبوك تتوسع بشكل كبير ونسبة الاتساع تجعلنا في كل عام نبحث عن تغطيات جديدة لتصريف مياه الأمطار فالأمر ليس موقعاً محدوداً بل مدينة تنمو، وأتفهم ردود الأفعال الغاضبة أو المنتقدة ولا نقول إلا: المواطن على حق وتشرفنا خدمته ونعمل لتقديم مايسعد أهالي وسكان تبوك وسيشاهدون التغيير بإذن الله على أرض الواقع وأرجو ألا يضيع المطر الجهود التي تبذل وآمل من الجميع التعاون مع أجهزتنا الميدانية وتفهم طبيعة التحولات التي تشهدها تبوك وحاجتها لمشاريع أكثر نسعى جميعاً للعمل من أجل اعتمادها.