صعب على كل امرأة أن تشعر بعدم الأمان والاستقرار، والأكثر صعوبة هو الإحساس بأنها عنصر غير فعال في المجتمع الذي تعيش فيه والذي بدوره يؤثر فيها وتؤثر فيه. مجتمعنا الشرقي لم يعط المرأة حقها حتى الآن في الاستقلال بحياتها ماليا ومعنويا، والذي أقصده هنا هو استقلال المرأة ككيان إنساني عن التبعية للرجل، وهذا هو دور النخب الثقافية في تمهيد هذه المفاهيم المستنيرة للمجتمع. لا يمكن للمرأة أن تستغني عن الرجل لأنه يمثل الأب والزوج والابن والأخ، لكن ذلك كله يكون دون تعطيل مسيرتها للعمل الميداني واتخاذها القرار المناسب لها وتحقيق متطلباتها الحياتية، والمثال على ذلك أننا نجد أغلب إعلانات الوظائف الشاغرة تكون للشباب وليس للبنات أو السيدات، رغم أن المرأة تعول أسرا وعائلات بأكملها فهي أساس لدخل الأسرة. الإسلام كرم المرأة، ولكن السلوك والتصرفات الخاطئة التي تتعرض لها المرأة ناجمة عن التفسير الخاطئ لكتاب الله تعالى فيما يتعلق بالأحكام التي تخص المرأة، وهي أفهام ورؤى تنبع من تقاليد معيبة في التراث المجتمعي، ومن ضمن الفهم الخاطئ "القوامة" وهي "قوامة" الرجل على المرأة، ومما يفهمه الرجل من "القوامة" السيادة المطلقة على المرأة وأن كل ما يخصها هو خاضع لإرادته تحت هذا الحكم. لذا تسلط الرجل على كيان المرأة عن طريق استخدام القوة والضرب على مر الزمن، من أجل قهرها وإلزامها بطاعة كل أوامره الصادرة سواء كانت خاطئة أو صحيحة. على الرغم من أن مفهوم "القوامة" هو "الإنفاق والرعاية والاحتضان والأمان والاستقرار وتحقيق مطالب المرأة إذا كانت أما أو حبيبة أو زوجة أو أختا أو ابنة". أناشد كل رجل أن يراجع أفكاره ومعتقداته الخاطئة عن المرأة، وأن يخرجها من تحت عباءته ويقوم بتحريرها لأنها كيان مستقل لها قناعاتها وحياتها الخاصة، ولأنها إنسان مثلها مثله تماما "يحب ويكره" و"يتفاءل ويحبط"، فلا بد للرجل أن يشد بأزر المرأة ويدفعها إلى الأمام، ويكون سندا لها في الشدائد، وكما نقول إن "وراء كل عظيم امرأة" فقد حان الوقت لنقول أيضا: "وراء كل سيدة عظيمة ومتقدمة رجل".