سيكون عليك أخذ الحذر إن فرضت عليك الظروف المرور بمحافظة قرية العليا بالتزامن مع وقت أي صلاة لأن معنى ذلك هو مزيد من الملابس المتسخة بالغبار والأتربة بعد فراغك من تأدية الصلاة، هذا هو المشهد في مساجد القرية العليا التي يتوافق عددها مع أصابع اليد الواحدة على كثرة ساكنيها والمارين بها باعتبارها تقع على أحد الطرق الموصلة إلى مدينة الرياض، وما اتساخ الملابس إلا بسبب الإهمال الذي تعانيه بيوت الله حاليا في المحافظة وكأنها لا تقع ضمن خطة عمل فرع وزارة الأوقاف في المنطقة. أصبح من المألوف لدينا أن نرى الكثير من الإهمال عند صلاتنا في أحد المساجد التي توفرها محطات الوقود على الطرق السريعة وغياب الرقابة وانعدام النظافة فيها، لكن لن تستسيغ ضمائرنا الركون إلى أي مبرر ونحن نرى مساجد مهملة في مركز محافظة تتطور يوما بعد آخر رغم خصوصية وروحانية المكان للجميع، دخلنا جامع الشيخ في وسط المحافظة فوجدنا الجدران لا تحتاج الى مكتب هندسي ليؤكد عدم صلاحيتها واستعدادها للسقوط قريبا، أما دورات المياه فحدث ولا حرج، الصنابير ترفض التوقف عن نزيف الماء المستمر فيما القاذورات تملأ المكان ولا أثر لأي سوائل تنظيف والأبواب لا يمكن إغلاقها فيما الروائح تجبرك على الرحيل بسرعة. في داخل المسجد تجد أن الغبار حل محل الصبغ على الجدران، أما السجاد الذي يغطي أرضية المسجد فمهترئ وممزق في غالبه كما اختفت رائحة البخور ليكتفي المصلي بشم رائحة الأتربة التي تعطر المكان في شكوى وتبرم على ما طالها من إهمال ونسيان، وما يجري على المسجد الأوسط يمكن سحبه على البقية إلا ما يقوم به بعض أهل الخير في بعض المساجد من اجتهاد شخصي لتحسين مستوى الخدمات بعد أن وصل اليأس إليهم من أي تحرك رسمي من الجهات المعنية. البعض من الأهالي كان لهم رأيهم الذي يحمل بعض أئمة المساجد بعض المسؤولية لأنهم هم من يوقع على أن شركة الصيانة قامت بعملها بنهاية كل شهر، وهو غير موجود على أرض الواقع في غالب الأحيان، يقول محمد الميموني "رجل في العقد الخامس من عمره": سئمنا الوعود بتحسين بيوت الله، نرى تطور المباني الخاصة بالمحافظة وشركات الاتصالات وغيرها إلا ان الأمر لا يكون كذلك مع المساجد، كما أن الأئمة مطلوب منهم مزيدا من الضغط على شركات الصيانة إن وجدت لتحسين مستوى الخدمة بدلا من التوقيع كيفما اتفق. "الوطن" من جهتها حملت كل ذلك إلى طاولة مدير عام فرع وزارة الأوقاف والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية عبدالله بن محمد اللحيدان، إلا أن وعوده الكثيرة التي منحها لنا بالرد أو زيارة المنطقة لم تؤت أكلها حتى الآن، والسبب بحسب المسؤول اللحيدان هو مشاغله الأخرى التي أخذته وأبعدته عن سرعة الرد والتجاوب بخصوص الاهتمام بنظافة وعناية بيوت الله في قرية العليا.