ورد في الأثر أن أحب الأماكن إلى الله المساجد، وهذا يعني أن للمساجد شرفا وحرمة وفضلا كبيرا، ولكن في عصرنا الحالي أصبحت كثير من المساجد تشتكي الإهمال، وهذا الكلام أقوله مما رأيت خلال تنقلي في الإجازة الصيفية والسفر والمرور على كثير من المدن والقرى، فدورات المياه في كثير منها فيها من كتابات العابثين ما يدهش العقول فضلا عن أن أبوابها وجدرانها مهترئة ورائحتها تؤكد أنه لم يمر عليها عامل النظافة منذ عقد من الزمن ولاأبالغ! أما المساجد نفسها فحدث ولاحرج، بعضها رأيت من الغبار والأتربة عليه ما الله به عليم، والساعة المعلقة على الجدار لم تعد تعمل، والدواليب والمصاحف بداخلها تراكم عليها الغبار، حتى أن بعض المصاحف قد كتب عليها من العابثين، وبعض الأسلاك الكهربائية مكشوفة بدون عازل، وفضلا عن هذا وذاك مكبرات الصوت إما صوتها عال جدا أو ربما منخفض وفيه ما فيه من عدم الوضوح، وزد على هذا أن المؤذن في الغالب قد يكون من أحد الإخوان من الجالية البنغالية أو البورمية، وقد يتولى الصلاة أيضا إن غاب الإمام وما أكثر ما يحدث هذا، ثم إن المساجد فقدت رسالتها الحقيقية فهي للصلاة فقط، فالإمام – إن حضر – يؤدي الصلاة ويغادر سريعا لا يلقي كلمة قصيرة بعد الصلاة أو يبين أخطاء بعض المصلين أو يساهم في إنشاء مكتبة صغيرة يستفيد منها القاصي والداني وقس على هذه الأمثلة أمثلة كثيرة، فهل يدرك كل راع أنه مسؤول عن رعيته يوم العرض على من لا تخفى عليه خافية؟