جدد التدخل العسكري الفرنسي في مالي التوترات عبر المحيط الأطلسي بشأن القضايا الأمنية، لكن التوترات تتعلق هذه المرة بساحة معركة رئيسية لمكافحة الإرهاب وحالة استياء بين منتقدين يرون الرئيس الأميركي باراك أوباما مترددا بشدة في استخدام القوة العسكرية. وفي مقابلات أجريت مع مسؤولين من الجانبين اشتكى الفرنسيون مما يصفونه بالدعم العسكري الأميركي الضئيل للغاية والمتأخر لقواتهم المنتشرة في مالي لوقف تقدم المسلحين المتحالفين مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. أما الأميركيون فيتساءلون بشأن التدخل المسلح الذي شنه الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وما إذا كان مقترنا باستراتيجية خروج مدروسة. ميدانيا، سيطر جنود فرنسيون وماليون أمس على مطار جاو، معقل المتشددين الذي يبعد 1200 كلم شمال شرق باماكو. وأعلن مصدر مالي أن "القوات المالية والفرنسية تبسط هيمنتها على مطار جاو وجسر واباري في جاو. وهذان الموقعان الاستراتيجيان هما تحت سيطرة القوات المالية والفرنسية". وتعد جاو إحدى أبرز مدن شمال مالي، معقلا لإسلاميي حركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا. وأعلن المتحدث باسم الحركة وليد أبو صرحاوي أمس استعداد الحركة "للتفاوض على الإفراج" عن الرهينة الفرنسي جيلبرتو رودريجيز ليل الذي خطف في نوفمبر 2012 في غرب مالي. إلى ذلك، أكد المتحدث باسم رئيس مجلس "الحركة الوطنية لتحرير أزواد" حما أغ سيد أحمد أن المتمردين الطوارق لن يساعدوا الجيش في حملته في شمال مالي، لأنه يخشى شن حرب إثنية على "البيض"، في إشارة لسكان شمال مالي من الطوارق والعرب غير الأفارقة السود. ودعا أحمد القوات الفرنسية لمواصلة "الضربات الجوية ضد أهداف محددة" وعدم نشر قوات على الأرض في إقليم أزواد.