حمد عبدالعزيز الكنتي ثلاثين سيدة في مجلس الشورى، خطوة مباركة نحو مشاركة المرأة في قيادة دفة التنمية، والتطلع لمستقبل أفضل. يأتي هذا القرار في ظل نظرة قاصرة من قبل بعض الناس لدور المرأة الريادي، وقدرتها على صناعة الرأي، كيف لا وهي المفكرة في عالمها، والمدبرة لشؤون حياتها والموجهة المثلى لعالم الأجيال المتواتر. فالمرأة على مر التاريخ، أثبتت أنها قادرة على التميز والإنجاز، فهذه بلقيس تحكم مملكة سبأ، وبكل حنكة واقتدار، إذ قال الله عز وجل على لسان الهدهد في سياق قصة سليمان (وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين، لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين، فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به، وجئتك من سبأ بنبأ يقين، إني وجدت امرأة تملكهم، وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم). ومما يلفت أيضا أنها كانت رئيسة لمجلس الشورى في مملكتها، قال تعالى (قالت يا أيُّها الملأ إنّي أُلقي إليّ كتابٌ كريمٌ، إنّهُ من سُليمان وإنّهُ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم، ألا تعلُوا عليّ وأتُوني مُسلمين، قالت يا أيُّها الملأُ أفتُوني في أمري ما كُنتُ قاطعةً أمرًا حتّى تشهدُون، قالُوا نحنُ أُولُو قُوّة وأُولُو بأس شديد والأمرُ إليك فانظُري ماذا تأمُرين}. ومن سياق الآية يتضح لنا أنهم جعلوا الفصل في القرار بيديها، ومن المؤكد أنهم لم يرجعوه لها حتى استيقنوا رجاحة عقلها، وقدرتها الخارقة على اتخاذ أنسب القرارات. وفي قصة الحديبية، عندما رفض الصحابة رضوان الله عليهم أن يحلقوا رؤوسهم دخل محمد صلى الله عليه وسلم، على أم سلمة رضي الله عنها، فذكر لها ما لقي من الناس، فقالت أم سلمة: يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بُدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك: "نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضا، وهذا نموذج نبوي يدل على ثقة الإسلام في رجاحة عقل المرأة وقدرتها على اتخاذ القرار" ومما يؤكد ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: "النساء شقائق الرجال". وفي زماننا الحاضر ما زال الكثير منا يكابر ويتفوه بالكلمات السلبية، والعبارات المتهجمة على كل شيء في المرأة، وكأنهم أصيبوا بفوبيا المرأة، والقلق من كل فكرة جديدة في عقولهم قديمة في ديننا الإسلامي الحنيف.