عبدالمطلوب مبارك البدراني لقي قرار دخول ثلاثين امرأة سعودية إلى مجلس الشورى، صدى كبيراً بين أوساط المجتمع السعودي عامة والنساء السعوديات بشكل خاص، واللاتي عبرن عن مدى سعادتهن، وتأملن في عضوات المجلس تحقيق طموحاتهن، واعتبروهن صوتاً لكل امرأة سعودية. ونص الأمر على ألا يقل تمثيل المرأة في المجلس عن 20% من عدد الأعضاء، وأكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله على أن "تتمتع المرأة في عضويتها بمجلس الشورى بالحقوق الكاملة للعضوية، وتلتزم بالواجبات، والمسؤوليات، ومباشرة المهمات"، مشددا على أن "تلتزم العضوة بضوابط الشريعة الإسلامية، دون أي إخلال بها البتة، ويراعى أن يخصص مكان لجلوس المرأة، وكذلك بوابة خاصة بها، للدخول والخروج في قاعة المجلس الرئيسة، وكل ما يتصل بشؤونها بما يضمن الاستقلال عن الرجال. وأن تخصص أماكن للمرأة، تضمن الاستقلال التام عن الأماكن المخصصة للرجال بحيث تشتمل على مكاتب مخصصة لها، وللعاملات معها بما في ذلك التجهيزات والخدمات اللازمة، والمكان المخصص للصلاة". وقرار مشاركة المرأة السعودية في مجلس الشورى قرار صائب بما يتوافق والضمانات الشرعية التي قيّد بها الأمر الملكي أسلوب مشاركتها في المجلس، وهي تمثل رافداً مهماً للعمل الشوري في السعودية، داعين المرأة إلى الالتزام بالضوابط التي نص عليها القرار. وبدون شك المرأة كانت حاضرة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد الخلفاء الراشدين إذ كانت صاحبة رأي وإدراك يؤهلها أن تستشار وخاصة في الأمور التي تخص النساء، وقد شاور الرسول صلى الله عليه وسلم أم سلمة، حين طلب من الصحابة قبل عودتهم إلى المدينة أن يحلقوا رؤوسهم ويذبحوا الهدي تحللا من الإحرام فلم يفعلوا فكررها ثلاث مرات فلم يقم أحد منهم فدخل على ''أم سلمة'' رضي الله عنها غاضباً قائلاً (هلك المسلمون وأخبرها بما حدث)، وكأن الله تعالى أنطق الحل لهذه الغمة على لسان حواء الذكية الحكيمة حيث ردت قائلة: يا نبي الله أتحب ذلك؟ اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلم يكلم أحداً منهم حتى فعل ذلك نحر بيده ودعا حالقه فحلقه.. فلما رأوا ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق لبعض حتى كاد بعضهم يقتل بعضاً غما. وهذا يدحض من يدعي عدم مشاورة المرأة.