قال مسؤولون فلسطينيون ل "الوطن" إنهم يترقبون الآن شكل الحكومة التي ستتشكل في إسرائيل بعد الانتخابات التي قالوا إن نتائجها كانت مفاجئة بالنسبة لهم، مع انحسار قوة اليمين الإسرائيلي وعودة اليسار والوسط للبروز، ومع ذلك لم يخفوا أن الأجواء ليست مهيأة لعملية سلام فاعلة. وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة "ما يهمنا في الحكومة الإسرائيلية القادمة هو أن تلتزم بحل الدولتين ووقف الاستيطان والاعتراف بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الصادر في التاسع والعشرين من شهر نوفمبر الماضي والقاضي بالاعتراف بدولة فلسطين على حدود 1967 وعاصمتها القدس. وسنتعامل مع أي حكومة إسرائيلية تلتزم بهذا القرار". وأضاف "على الحكومة القادمة الاختيار بين السلام أو حالة الجمود والانفلات التي ستنعكس سلباً على الجميع، ومن جانبنا نحن جاهزون للتعامل مع من يلتزم بهذه المرجعيات القائمة على قرارات الشرعية الدولية". وبدوره أكد المتحدث باسم حركة حماس سامي أبو زهري أن نتائج الانتخابات تعكس انتصار المقاومة الفلسطينية في جولة المواجهة الأخيرة، وقال "دلالات ذلك بدت واضحة من خلال تراجع أسهم رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الانتخابية، ورغم التغير الكبير في الخارطة الحزبية الصهيونية، فإن البرامج الانتخابية لهذه الأحزاب متفقة على استمرار العدوان على شعبنا والتنكر لحقوقنا الوطنية، وسنواجه ذلك بمزيد من الوحدة الوطنية وتفعيل خيار المقاومة". ويستدل من نتائج الانتخابات للكنيست أن هناك تعادلا بين تكتل أحزاب اليمين والمتدينين المتزمتين من جهة وتكتل أحزاب الوسط واليسار والأحزاب العربية من جهة أخرى، إذ حصل كل منهما على 60 مقعدا في الكنيست. ووفقا للنتائج النهائية فقد حصل تحالف (الليكود بيتنا) على 31 مقعداً، بينما حصل حزب (هناك مستقبل) برئاسة الإعلامي السابق يائير لابيد الذي كان مفاجأة الانتخابات على 19 مقعداً، ونال حزب (العمل) 15 مقعداً مقابل 11 لحزب (شاس)، وحزب (البيت اليهودي) حصل على 11 مقعداً. وأعلنت لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية أن نسبة المشاركة في الانتخابات كانت 64 % تقريبا. وأخذاً بعين الاعتبار التناقضات الواسعة بين برامج الأحزاب الإسرائيلية وصعوبة تشكيل ائتلاف راسخ، فقد رجَّح رئيس الكنيست الإسرائيلي رؤوفين رفلين أن تجري انتخابات جديدة خلال فترة وجيرة إذا لم تتمكن الحكومة من التوصل إلى حلول في قضايا رئيسية اقتصادية واجتماعية وسياسية كانت مدار خلاف في السابق. وعلى صعيد المصالحة الفلسطينية أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام الأحمد في تصريح ل "الوطن" أنهم في انتظار أن تسمح حماس للجنة الانتخابات المركزية باستئناف العمل لتحديث السجل الانتخابي في غزة، من أجل بدء المشاورات لتشكيل حكومة التوافق الوطني برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وكان مسؤول العلاقات الدولية في الحركة أسامة حمدان أشار إلى أنَّ اللقاءات التشاورية حول تشكيل الحكومة الفلسطينية القادمة ستبدأ الاثنين القادم وقال "المصالحة تمر اليوم بمرحلة حساسة ووضعنا قائمة تواريخ معينة، كما حددنا سقفاً زمنياً لبدء عمل لجنة الانتخابات".