لم يتطابق حساب الحقل مع حساب البيدر، والحقل هنا الناخبون الإسرائيليون والبيدر نتنياهو وليبرمان، إذ جاءت نتائج الانتخابات البرلمانية في الكيان الإسرائيلي مخيبة لآمال نتنياهو وحليفه ليبرمان، فرغم تعزيز تحالفهما وضم أنصار الليكود لأنصار (إسرائيل بيتنا) حزب اليهود الروس، إلا أن هذا الحلف اليميني المتشدد فقد 11 مقعداً، فبعد ما كان نتنياهو يمتلك 42 مقعداً في الكنيست المنحل حصل بصعوبة على 31 مقعداً، وهو ما يضعف حظوظه في الاحتفاظ برئاسة الحكومة الإسرائيلية، لا سيما مع بروز نجم (حزب هناك مستقبل) اليساري برئاسة الصحفي الإسرائيلي يائير ليبيد والذي حصل على 19 مقعداً في أول انتخابات يخوضها ليصبح بذلك ثاني حزب سياسي في عدد المقاعد. حزب هناك مستقبل يعتبر كثير من المراقبين الإسرائيليين والعرب الذي يحملون الجنسية الإسرائيلية، أنه إحدى افرازات (الربيع الإسرائيلي) المتأثر بسونامي الربيع العربي، فهذا الحزب الذي يرأسه الصحفي اليساري يائير ليبيد استمد شعبيته بمشاركته في الاعتصامات والاحتجاجات الشعبية التي حاصرت مقرات ومنازل الوزراء والساحات والتي كانت ترفع مطالبات فئوية تتعلق بتوفير المساكن وخفض تكاليف المعيشة، وكان للحزب ورئيسه وقادته الذين نزلوا بقوة على قوائم الترشيح حضور قوي في تلك المظاهرات والاحتجاجات مما جعلهم خيارا مفضلا للناخبين. مقاعد (هناك مستقبل) الذي يصنف من الأحزاب يسار الوسط، خصم من حصة أحزاب اليمين المتطرف الذي تقلصت مقاعده إلى 60 مقعداً بعد فرز 99 من أصوات المقترعين، وبعد حزب هناك مستقبل الذي حصد 19 مقعداً جاء حزب العمل ب15 مقعداً وهو أيضاً من أحزاب اليسار كما حصل حزب يساري آخر هو ميريئس على 6 مقاعد أما الأحزاب العربية فقد حققت هي الأخرى انتصارات كبيرة تمثلت في حصول القائمة الموحدة العربية للتغيير على خمسة مقاعد والجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة 4 مقاعد، والتجمع الوطني الديمقراطي 3 مقاعد، وهو ما يرفع مقاعد أحزاب الوسط واليسار إلى 60 مقعداً إذا ما أضيفت مقاعد هتنوعا الحركة 6 مقاعد فيما حصل حزب كاديما على مقعدين، ولهذا تكون أحزاب اليمين والمتدينين المتزمتين من جهة وتكتل أحزاب الوسط واليسار والأحزاب العربية قد حصلت كل منهما على 60 مقعداً في الكنيست متقاسمين السيطرة. تقاسم السيطرة بين اليمين واليسار جعل كثير من المراقبين يشككون في قدرة نتنياهو على تشكيل حكومة برئاسته، إذ إن ميزان القوى بين تكتلي أحزاب اليمين واليسار هش، وهناك احتمالات كبيرة لأن يجد نتنياهو نفسه غير قادر على البقاء رئيساً للحكومة. [email protected]