ينتظر أن تحيل وزارة الثقافة والإعلام إشكالية حقوق الملكية الإلكترونية للكتاب إلى الشؤون القانونية بالوزارة للخروج من مأزق عدم قدرة وكالة الشؤون الثقافية على نشر إنتاجها الورقي إلكترونيا، بحسب مدير إدارة الإعلام والنشر بوكالة الشؤون الثقافية محمد عابس الذي أوضح أن ما يحول دون انخراط الوكالة في النشر الإلكتروني لإصدارات السلاسل الثقافية لرفد المكتبة السعودية والعربية بمجموعة من الكتب المتخصصة في مختلف حقول الثقافة والفن والمعرفة، هو العائق القانوني المتمثل في حقوق الملكية الفكرية للإصدارات. وكشف عابس ل"الوطن" عن رفض بعض الكتاب التنازل عن حقوقهم فيما يتعلق بالنشر الإلكتروني، مبينا أن وزارة الثقافة والإعلام ستحيل الأمر للشؤون القانونية، لحل المشكلة وللحاق بالنشر الإلكتروني الذي بات يفرض وجوده بقوة حاليا، وتجاوبا مع توجهات وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة في ضرورة تفعيل الحضور الإلكتروني للثقافة برمتها، ومنها الكتاب الإلكتروني. وكان وكيل الوزارة للشؤون الثقافية الدكتور ناصر بن صالح الحجيلان قد أعلن البدء في تنفيذ المرحلة الثانية من السلسلة الخامسة عشرة (الكتاب للجميع) والسلسلة السادسة عشرة (ذاكرة المكان) وسيتزامن إصدارهما مع معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام 2013م إضافة إلى السلسلة السابعة عشرة (من تجارب العالم) الجاري العمل حالياً على الانتهاء من دراستها. وبين الحجيلان أن المرحلة الثانية من سلسلة "الكتاب للجميع" تتضمن كتبا مميزة في فكرتها وأسلوبها وقيمتها المعرفية عند القراء والتي أثبتت أهميتها في تشكيل الثقافة السعودية مع مرور الزمن، ولكنها بقيت في طبعات قديمة وغير متاحة وصارت في عداد الكتب النادرة أو أنها موزعة في عدة أجزاء وأسعارها مرتفعة لافتاً إلى أنه من هذا المنطلق جاءت فكرة نشر هذه الكتب بطبعات مجانية مدعومة من الوزارة في أحجام صغيرة مناسبة. وأشار إلى أن المرحلة الأولى من السلسلة السادسة عشرة (ذاكرة المكان) التي ستعرض في معرض الكتاب 2013م ويشرف عليها الروائي يوسف المحيميد، عبارة عن كتب تتناول تفاصيل حياة المكان وتحولاته وتأثيره على تشكيل مخيلة الإنسان ومساهمته في بناء معالم الكون في العقل وتكوين رؤية الإنسان للحياة. وستظهر سلسلة "ذاكرة المكان" من خلال شهادات أدباء ومثقفين وحرفيين وفنانين وغيرهم عن مكان معين في المدينة أو القرية أو الحارة، إضافة إلى السلسلة السابعة عشرة التي تركز على نقل أي تجربة إنسانية تركت تأثيرها على الشخص وكانت محل نقاش وتداول في الثقافات الأخرى، وتحرص الوزارة على نقل هذه التجارب المفيدة من خلال سلسلة (من تجارب العالم) التي ماتزال قيد الدراسة النهائية وسترى النور قريباً. ورحّب الحجيلان بالمثقفين للتفاعل مع مشروع السلاسل الذي تتبناه الوزارة وألا يترددوا في التواصل مع وكالة الوزارة للشؤون الثقافية عبر موقعها الإلكتروني أو من خلال إدارة الإعلام والنشر وتقديم ما لديهم من أعمال تليق بالثقافة السعودية، مؤكداً على استعداد الوزارة واهتمامها المستمر في إتاحة الفرصة لأكبر عدد من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالمشاركة في هذا المشروع الوطني الذي يوثق جزءا من موروثنا الثقافي.