انتهت أزمة الرهائن المحتجزين بمنشأة عين أميناس للغاز بالجزائر بعد اقتحام قوات الأمن الخاصة الجزائرية للمبنى الذي كان يتحصن فيه الخاطفون، حيث لقي 7 رهائن أجانب مصرعهم على أيدي 11 من الخاطفين قبل أن تقوم القوات الجزائرية بقتلهم. ورجَّح مصدر أمني جزائري أن يكون الرهائن قد أعدموا "انتقاماً". وكانت الأزمة قد دخلت أمس يومها الرابع بعد اختطاف جماعة "الموقعون بالدم" التي يتزعمها الجزائري مختار بلمختار مئات العاملين في المنشأة. وكانت فرنساوالولاياتالمتحدة قد أكدتا مقتل فرنسي وأميركي، ولم يتضح ما إذا كانا قتلا برصاص الخاطفين أم خلال قصف الجيش الجزائري للسيارات التي حاول الخاطفون نقل رهائنهم بواسطتها خارج المجمع. ونقلت وكالة نواكشوط للأنباء أن زعيم المجموعة مختار بلمختار يعرض التفاوض على الجزائر ومالي لوقف التدخل الفرنسي في شمال مالي. وأنه عرض مبادلة الأجانب المحتجزين بالداعية المصري عمر عبدالرحمن، والعالمة الباكستانية عافية صديقي المحبوسين في الولاياتالمتحدة بتهمة "الإرهاب". إلا أن واشنطن ردت أمس بأنها لن تتفاوض مع "الإرهابيين". ورغم الاحتجاجات التي أثارتها المعالجة الأمنية الجزائرية للأزمة، وإعراب الولاياتالمتحدةوفرنسا وبريطانيا واليابان عن استيائها من عدم مشاورة الجزائر لها بشأن العملية العسكرية، إلا أن هذه الدول بدت متفهمة لرفض الأمن الجزائري السماح بنقل الرهائن خارج المجمع. كما أدان مجلس الأمن في وقت مبكر أمس احتجاز الرهائن في الجزائر بأشد العبارات. وعبر في بيان عن تعاطفه مع عائلات الضحايا، ومع الجزائر حكومة وشعباً. وخلافاً للرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، لم يدل الرئيس الأميركي باراك أوباما بأي تعليق حول الأزمة، وترك الأمر لوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي طلبت من الجزائر التأكيد على "أقصى درجة من الوقاية" لإنقاذ بقية الرهائن. وقالت في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها الياباني فوميو كيشيدا إنها تحدثت هاتفيا مع رئيس الوزراء عبدالمالك سلال ودعته إلى "توخي أقصى درجات الحذر للمحافظة على الأرواح البريئة في مواجهة وضع بالغ الخطورة والصعوبة". وأكدت أن الجزائر التي زارتها في أكتوبر الماضي دفعت ثمناً باهظاً بسبب الإرهاب. وأضافت "إنهم يعرفون أكثر من الجميع مدى قسوة هذه الجماعات. لقد شنّوا حرباً رهيبة لسنوات كانت كلفتها البشرية كبيرة جداً".