انتهت عملية اختطاف مئات الرهائن في مصنع للغاز في عين امناس بجنوبالجزائر السبت بشكل دموي بعد هجوم نهائي شنه الجيش على آخر موقع تحصن فيه 11 مسلحا مع سبعة رهائن قضوا كلهم. وقتل جميع الرهائن الاجانب السبعة على ايدي خاطفيهم على الارجح، وذلك اثر هجوم شنه الجيش الجزائري صباح السبت وقضى خلاله على «11 ارهابيا»، منهيا بذلك عملية احتجاز استمرت اربعة ايام وقتل فيها حوالى 25 رهينة و32 مسلحا. وقدم مصدر امني نقلت وكالة الانباء الجزائرية تصريحاته مساء الجمعة حصيلة مؤقتة للهجوم الذي شنه الجيش الجزائري. وقال ان 12 رهينة و18 من خاطفيهم قتلوا وتم تحرير مئة رهينة اجنبي من اصل 132، وكذلك 573 موظفا جزائريا. واعلن وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لو دريان السبت انه لم يعد هناك اي رهينة فرنسي في الجزائر، وان «هناك اليوم قتيلا فرنسيا وفرنسيين تم تحريرهم». واعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا أولوند أن تعامل الجزائر مع أزمة الرهائن كان فيما يبدو أفضل ما يمكن لأن المفاوضات لم تكن ممكنة مع مثل هؤلاء الأشخاص الضالعين في الهجوم. وقال خلال زيارة له لمدينة تول بوسط فرنسا إن الجزائر تصرفت بالشكل «الاكثر ملاءمة» مع الظروف ولم يكن بالامكان التفاوض» مع الخاطفين. وأضاف «لم تصلنا بعد كل المعلومات، الا انه عندما تكون هناك عملية احتجاز رهائن بهذا العدد الكبير، ويكون هناك ارهابيون مصممون ببرودة وجاهزون لقتل رهائنهم -وهذا ما فعلوا- فان دولة مثل الجزائر تصرفت بنظري بالشكل الاكثر ملاءمة لانه كان من غير الوارد اجراء مفاوضات». وأعلنت وكالة الأنباء الجزائرية إن القوات الخاصة الجزائرية شنت «هجوما نهائيا» على المسلحين محتجزي الرهائن وقتلت 11 مقاتلا يرتبطون بالقاعدة بينما قضى سبعة من الرهائن الأجانب. وكان ناطق باسم الجماعة المسلحة قال لوكالة انباء موريتانية خاصة بعد الاقتحام الاول الذي قام به الجيش الجزائري، السبت عن مقتل 34 رهينة اجنبيا في الهجوم. وفور انتهاء الهجوم النهائي على الموقع بدأت قوات متخصصة من الجيش الجزائري بنزع الالغام التي زرعها الخاطفون «لتفجير مصنع الغاز في حالة تعرضهم للهجوم» وذكرت وكالة الانباء الجزائرية ان المسلحين قاموا بتفجير جزء من المصنع، ما تسبب في اندلاع حريق «تدخلت الحماية المدنية لاخماده». واحتجز المسلحون الاسلاميون الاربعاء في المجمع الذي يبعد 1600 كلم جنوب شرق الجزائر قرب الحدود الليبية مئات من العمال من جزائريين واميركيين وبريطانيين ويابانيين وفرنسيين وايرلنديا واحدا ونروجيين وفيليبينيين. وقدم عدد من الذين احتجزوا في بداية هذه العملية، روايات عن هجوم المجموعة الاسلامية ثم عملية الجيش. وقال مهندس جزائري لاذاعة فرانس انفو «فجأة دوت الانفجارات. كسروا الابواب وهم يهتفون «لا نبحث سوى عن العمال الاجانب». وكان هذا المهندس يتحدث عن وقائع الاربعاء التي شهدت مقتل بريطاني وجزائري. اما الفرنسي الكسندر بيرسو الذي نجا من الهجوم، فقال لاذاعة اوروبا-1 ان «هناك ارهابيين وعاملين اجانب ومحليين قتلوا» في العملية التي قام بها الجيش الجزائري. وقال احد الجزائريين «خرجنا من باب خلفي في القاعدة لم يكن الارهابيون على علم بوجوده. وعندما خرجنا رفعنا علما ابيض لنبلغ الجيش باننا عمال» ومشينا اليه. وشاهد مصور وكالة فرانس برس الجمعة شاحنات صغيرة تنقل نعوشا فارغة الى مستشفى عين امناس الذي نقل اليه رهائن جرحى. ومساء الجمعة اعلنت المجموعة الاسلامية التي تحتجز الرهائن انها تعرض التفاوض مع فرنساوالجزائر لوقف الحرب في شمال مالي وتريد مبادلة الرهائن الاميركيين لديها بالشيخ المصري عمر عبد الرحمن والباكستانية عافية صديقي المعتقلين في الولاياتالمتحدة التي رفضت التفاوض. والجمعة دعت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ونظيرها الياباني فوميو كيشيدا الجزائر الى اتخاذ «اقصى الاحتياطات» لحماية حياة الرهائن الذين ما زالوا «في خطر». واثارت عملية الجيش الجزائري قلقا عميقا في اليابان وبريطانيا والنروج والولاياتالمتحدة التي تخشى جميعها على امن رعاياها. وأدان مجلس الأمن الدولي الهجوم «الإرهابي» على عين أمناس وقالت الدول ال 15 الأعضاء في بيان»‘إن مجلس الأمن يدينه بأشد العبارات .. ويدعو كل الدول الى التعاون بفاعلية مع السلطات الجزائرية» وأكد أن الاجراءات المتخذة لمكافحة الإرهاب يجب أن تحترم القوانين الدولية المتعلقة بحقوق الانسان واللاجئين. وفي مواجهة الانتقادات الدولية، قال مصدر حكومي نقلت وكالة الانباء الجزائرية تصريحاته ان هجوم الجيش جرى في ظروف «معقدة جدا» وسمح بتجنب «كارثة حقيقية»، مشيرا الى ان الجماعة مزودة بترسانة حرب تشمل صواريخ وقاذفات صواريخ وقنابل يدوية ورشاشات. واوضح ان المجموعة الخاطفة كانت تريد نقل الرهائن الى مالي لاستخدامهم في عملية تبادل. وقال الضابط السابق في الجيش والخبير العسكري احمد عظيمي انه كان امام الجيش خياران «اما ترك الارهابيين يغادرون مع الرهائن لاستخدامهم كورقة ضغط على الدول الاجنبية او «القضاء» عليهم. واضاف في تصريح للشروق «للاسف كانت النتائج نوعا ما «مرة». واشار الى انه «لما فتحت الجزائر المجال الجوي للطائرات الفرنسية، كان عليها أن تنتظر ردا من الجماعات الإرهابية (...) وعليه فكان هناك «تهاون»». وفي طرابلس اكد رئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان السبت ان المجموعة الاسلامية المسلحة التي نفذت عملية عين أمناس ليس لها اي علاقة بليبيا، نافيا بذلك اتهامات بهذا الشأن اطلقها وزير الداخلية الجزئري. وكان وزير الداخلية الجزائري دحو ولد قابلية اعلن مساء الخميس ان المجموعة «جاءت من ليبيا وحضرت للعملية هناك» في منطقة اللويغ في جنوب غرب البلاد. وقال زيدان في تصريح بثه التلفزيون الليبي ان «قاعدة اللويغ التي توجد في اقصى جنوب الغرب الليبي في الحدود مع الجزائر لم تستعمل لهذا الغرض». واضاف ان «هذا الامر لم يحدث ولن يحدث في اي حال من الاحوال (..) نؤكد تضامننا التام مع الجزائر حكومة وشعبا، ونرفض العمليات العدوانية العنيفة ضد المدنيين في مواقع الانتاج سواء في حقول النفط او في غيرها». وبحسب وزير الداخلية الجزائري فان «كل المعطيات والحقائق كشفت ان المجموعة الارهابية التي هاجمت القاعدة البترولية في عين امناس جاءت من ليبيا بصفة رسمية وان العملية تمت بتخطيط واشراف الارهابي مختار بلمختار على الاراضي الليبية».