قالت وكالة الانباء الجزائرية: إن القوات الخاصة شنت امس السبت هجوما نهائيا على الاسلاميين الذين يحتجزون رهائن أجانب في وحدة للغاز في الصحراء الجزائرية ما أسفر عن مقتل 11 من المقاتلين الذين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة. وأضافت: إن المتشددين قتلوا سبعة رهائن أجانب. وناشدت دول عديدة السلطات الجزائرية لعمل كل ما في وسعها لضمان سلامة الرهائن الذين لا يزالون محتجزين على ايدي متشددين اسلاميين. وأدان مجلس الامن الدولي بشدة الهجوم على مجمع عين اميناس واحتجاز الرهائن، ودعا المجلس كل الدول الى "التعاون بفاعلية مع السلطات الجزائرية". ودخلت المواجهة بين الجيش الجزائري والمسلحين المرتبطين بالقاعدة يومها الرابع لتصبح احدى اكبر ازمات الرهائن الدولية منذ عشرات السنين. وما زال عدد من الاجانب يقول الخاطفون انه سبعة، بين ايدي جماعة اسلامية قريبة من تنظيم القاعدة بعد هجوم الجيش على مجمع لاستثمار الغاز في جنوبالجزائر تحصّن فيه الخاطفون. يقول أشخاص كانوا يعملون في الموقع ان هناك حظر تجوّل يُطبّق عادة في المنطقة ليلًا ما يزيد من الغموض حول كيفية نجاح المسلحين في الاقتراب بشدة قبل اعتراضهم. وربما سلك المسلحون طريقًا أوليًا بعيدًا عن الطرق الرئيسية وعبرت دول عدة عن قلقها على رعاياها المحتجزين من قبل المجموعة التي تقول إنها قامت بهذه العملية ردًا على التدخل العسكري الفرنسي في مالي. واثارت عملية الجيش الجزائري قلقًا عميقًا في اليابان وبريطانيا والنروج والولايات المتحدة التي تخشى جميعها على امن رعاياها. ودعت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون ونظيرها الياباني فوميو كيشيدا الجزائر الى اتخاذ "اقصى الاحتياطات" لحماية حياة الرهائن الذين ما زالوا "في خطر". واكد رئيس الوزراء الياباني شينزو ابيه امس بعد مشاركته في مقر إقامته الرسمي في طوكيو في اجتماع ازمة ان احتجاز الرهائن في الجزائر "عمل دنيء". وقال ابيه الذي قطع جولة آسيوية بسبب هذه الازمة، للصحافيين ان "هذه القضية دنيئة جدًا ولن نسامح ابدًا"، داعيًا المسؤولين الحكوميين إلى "بذل ما بوسعهم لضمان امن رعايانا وانقاذهم بأي وسيلة". واكد ابيه انه "حريص على تقديم رد حازم". وامتنعت فرنسا التي فتحت الجزائر لها مجالها الجوي في تدخّلها العسكري في مالي عن انتقاد عملية الجيش الجزائري، وتحدثت عن "وضع بالغ التعقيد". وفي مواجهة الانتقادات الدولية، قال مصدر حكومي نقلت وكالة الانباء الجزائرية تصريحاته ان هجوم الجيش جرى في ظروف "معقدة جدًا" وسمح بتجنب "كارثة حقيقية"، مشيرًا الى ان الجماعة مزودة بترسانة حرب تشمل صواريخ وقاذفات صواريخ وقنابل يدوية ورشاشات. مجلس الأمن يدين وأدان مجلس الامن الدولي الهجوم على مجمع عين اميناس للغاز في الجزائر واحتجاز الرهائن من قبل ناشطين مرتبطين بتنظيم القاعدة. وقالت الدول ال15 الاعضاء في المجلس في بيان ان "مجلس الامن يدين بأشد العبارات الهجوم الارهابي في عين اميناس في الجزائر". ودعا المجلس كل الدول الى "التعاون بفاعلية مع السلطات الجزائرية". واكد بيان المجلس ان الاجراءات المتخذة لمكافحة "الإرهاب" يجب ان تحترم "القوانين الدولية" المتعلقة "بحقوق الانسان واللاجئين". وعبّر المجلس في بيانه عن "تعاطفه العميق وتعازيه الصادقة لضحايا هذه الاعمال الشنيعة وعائلاتهم ومع شعب وحكومة الجزائر والدول التي تضرر مواطنون لها" في الهجوم. الحصن إلى سراب وكانت منشأة غاز عين أميناس تبدو موقعًا حصينًا لكثير من العاملين بها لما يُحيطها من أسوار وابتعادها مئات الاميال عن أقرب مكان لها فضلًا عن الدوريات التي يسيّرها الجيش الجزائري باستمرار في المنطقة الصحراوية المحيطة بها. غير أن ذلك كان سرابا. فعلى مسافة 50 ميلًا صحراوية تقع ليبيا تلك الدولة البوليسية السابقة التي تحوّلت الى سوق للاسلحة وصارت الآن مفتوحة للجهاد. وفي أي حال من الاحوال ربما كان العدو من الداخل بالفعل. وقال مسؤول أمني جزائري لرويترز ان بعضًا على الاقل من المتشددين الإسلاميين السبعين الذين اقتحموا المنشأة قبل فجر الاربعاء الماضي بدأوا عمليتهم قبل ذلك بساعات وعبروا الحدود الليبية من خلال طرق تهريب بعد منتصف الليل مباشرة. واستشهد المسؤول بأدلة متوافرة من هواتف محمولة جرى تتبعها وقادت الى المسلحين. غير أن السهولة التي دخلوا بها المجمع السكني الحصين ومنشأة الغاز الطبيعي المجاورة أيضًا أثارت شكوك الجزائريين بأن المسلحين ربما كان لديهم حلفاء من بين العاملين في الموقع. وقال أنيس رحماني مدير صحيفة النهار الجزائرية وأحد الكتاب في الشؤون الامنية انه على يقين من تعاون بعض المحليين مع المسلحين وربما كانوا سائقين أو حراس أمن ساعدوهم على دخول المجمع مشيرًا الى أن بعض المسؤولين أطلعوه على المعلومات. وقال عاملون بالمنشأة تمكّنوا من الفرار لرويترز انهم رأوا المسلحين يتحركون حول المنشأة الواسعة بثقة ويبدو أنهم كانوا على دراية بخريطة الموقع ومستعدين جيدًا. وقال مسؤولون أوروبيون وأمريكيون ان الهجوم كان متقنًا للغاية الى حد يستبعد معه التخطيط له في هذه الفترة القصيرة. وربما كان الهجوم سيقع على أي حال من الاحوال أو أن العملية العسكرية الفرنسية دفعت الى تنفيذ هجوم جرى الإعداد له مسبقًا. وهناك الكثير من الامور ربما ظلت غامضة الى الابد. فقد نفذ الهجوم في منطقة يحظر على الغرباء دخولها في دولة لا تطلع شعبها على معلومات حساسة. بوادر المشكلة وبدأت بوادر المشكلة في الظهور عبر جهاز إرسال لاسلكي متصل بغرفة الاتصالات في عين أميناس حيث أجرى فني لاسلكي يدعى عز الدين (27 عامًا) اتصالًا مع سائق حافلة غادر في الساعة 45ر05 صباحًا بالتوقيت المحلي (45ر04 بتوقيت جرينتش) لنقل بعض الأجانب الى المطار في بلدة عين أميناس على مسافة نحو 50 كيلو مترًا. وقال عز الدين لرويترز: بعد لحظات من مغادرة الحافلة سمعت إطلاق نار.. إطلاق نار كثيف.. ثم توقف كل شيء. ويقول أشخاص كانوا يعملون في الموقع ان هناك حظر تجول يُطبّق عادة في المنطقة ليلًا ما يزيد من الغموض حول كيفية نجاح المسلحين في الاقتراب بشدة قبل اعتراضهم. وربما سلك المسلحون طريقًا أوليًا بعيدًا عن الطرق الرئيسية. وتحدث الرهائن المحررون عن انطلاق صوت إنذار وأناس خائفين مكثوا في مكاتبهم أو أماكن اقامتهم. وشاهد عز الدين مسلحًا يرتدي شارة هوية لمراقب فرنسي قتل بالرصاص. وسرعان ما حوصرت المنطقة بالقوات الجزائرية المدججة بالسلاح والدبابات والمركبات المدرعة وطائرات الهليكوبتر الحربية التي جاءت من قاعدة عسكرية قريبة. وقالت الحكومة الجزائرية انها لن تجري أي مفاوضات. وقال أشخاص على دراية بالموقع ان هناك ثكنة تضم مئات الجنود تقع على الطريق البالغ طوله ثلاثة كيلو مترات الذي يفصل بين المجمع السكني الكبير والمنشأة الصناعية. وتدير الموقع شركات بي.بي البريطانية وشتات أويل النرويجية وشركة الطاقة الجزائرية سوناطراك. وقال مسؤول كبير سابق بالحكومة الجزائرية ان الحراس بوغتوا بالهجوم على ما يبدو. وأضاف: لديهم جميع أنواع المعدات ونظام دقيق للمراقبة وكاميرات.. وربما واتتهم الغفلة في الوقت المناسب.. في الساعة الخامسة صباحًا. لكنه ذكر أيضًا أن المسلحين ربما تلقوا مساعدة من العاملين بالمنشأة قائلًا: من بين 700 جزائري أعتقد أنهم سيجدون اثنين يتعاونان معهم. هذا ما يحدث دائمًا.