تنطلق اليوم في جوهانسبرج، منافسات النسخة ال29 لبطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم التي تستضيفها جنوب أفريقيا للمرة الثانية في تاريخها، بعد نسخة 1996 وتوجت بلقبها، وتستمر حتى 10 فبراير المقبل. وهذه المرة الأولى التي تقام فيها البطولة في عام فردي بعد 48 عاماً، من آخر نسخة أقيمت في عام فردي وهي النسخة الخامسة التي استضافتها تونس 1965. كان مقررا أن تقام البطولة في ليبيا، لكن الثورة وعدم جاهزية ليبيا للاستضافة، وما أسفرت عنه شهور الثورة من دمار في البنية الأساسية تسبب في نقل البطولة إلى جنوب أفريقيا. وتشهد البطولة التي تنطلق شرارة منافساتها مساء اليوم، غياب المنتخب المصري صاحب الأرقام القياسية في البطولة، إضافة إلى قوى كروية عظمى ثانية وهي الكاميرون التي فشلت في التأهل، والسنغال، ومنتخبين عربيين هما السودان وليبيا. وتشهد البطولة مشاركة وافد جديد يظهر للمرة الأولى على مسرح المونديال الأسمر وهو منتخب الرأس الأخضر، ولقبه منتخب "القروش الزرقاء". ويشارك في البطولة 16 منتخباً، من بينهم 3 عرب، وهم الجزائر والمغرب وتونس. وتم توزيع المنتخبات المشاركة وفقا للتصنيف على 4 مجموعات، وهو التصنيف الذي أوقع فارسين عربيين في مجموعة واحدة وهما الجزائروتونس، وهي المجموعة الرابعة إلى جانب منتخبي ساحل العاج وتوجو، وهي المجموعة التي أطلق عليها لقب مجموعة الموت، أو المجموعة الحديدية، علماً أن المنتخبين العربيين سيلتقيان وجها لوجه في أول مبارياتهما بالبطولة الثلاثاء المقبل في قمة نارية. وتضم المجموعة الأولى منتخبات جنوب أفريقيا وأنجولا والمغرب والرأس الأخضر، والثانية غانا ومالي والنيجر والكونجو الديموقراطية. والثالثة زامبيا "حاملة اللقب " ونيجيريا وبوركينا فاسو وإثيوبيا. يذكر أن 10 منتخبات من المشاركة في البطولة سبق لها التتويج بكأسها، وهي تونس والمغرب والجزائر وساحل العاج وجنوب أفريقيا ونيجيريا والكونجو الديموقراطية، وإثيوبيا، وغانا، وزامبيا. علما أن العرب توجوا أبطالا في 11 مناسبة، من بينها 7 ألقاب لمصر "1957 و1959 و1986 و1998 و2006 و2008 و2010"، والسودان "1970"، والمغرب "1976" والجزائر "1990" وتونس "2004". ويقص منتخبا الأولاد "جنوب أفريقيا"، ومنتخب القروش الزرقاء "الرأس الأخضر" شريط افتتاح البطولة مساء اليوم، على أن يستهل منتخب "أسود الأطلسي" المغرب الحلم العربي بمواجهة أنجولا، عقب انتهاء مباراة الافتتاح. وستقام مباراتا اليوم الأول على ملعب "سوكر سيتي" بالعاصمة جوهانسبرج. 248 محترفا وكالعادة، استعانت كل المنتخبات المشاركة في البطولة بلاعبيها المحترفين، ومن بين 368 لاعباً شملتهم قوائم المنتخبات ال16 هناك 248 لاعباً محترفاً، أي بنسبة يزيد على 67%. واللافت أن منتخب بوركينا فاسو يخوض البطولة بقائمة كاملة من المحترفين (23 لاعباً)، مقابل 22 محترفاً سيقودون منتخب الأفيال العاجي بقيادة ديديه دورجبا، ثم الرأس الأخضر 21، وكلا من مالي وتوجو وزامبيا 20 محترفا في كل منهم، وغانا 18، ونيجيريا 17، والمغرب والنيجر 15، والكونجو الديموقراطية 13، وتونس 11، وأنجولا 9، وجنوب أفريقيا 7، وإثيوبيا 3 محترفين فقط. يذكر أن الدوري الفرنسي سيكون الأكثر تمثيلاً في النهائيات، مقارنة بباقي الدوريات الأوروبية الكبيرة الأخرى، حيث سجلت قوائم المنتخبات ال16 سيطرة واضحة للأندية الفرنسية، التي تضم أكبر عدد من اللاعبين بين المنتخبات المشاركة في البطولة القارية، حيث هناك 54 لاعبا في 27 ناديا فرنسيا. وتأتى إنجلترا في المرتبة الثانية بين دول أوروبا الخمس، التي لها لاعبون في الأمم وهم فرنساوإنجلتراوإسبانيا وإيطاليا وألمانيا، من حيث أكبر عدد من اللاعبين المشاركين في البطولة الأفريقية بعد فرنسا الأولى، وذلك بواقع 17 ناديا إنجليزيا يضم بين صفوفه 22 لاعبا مشاركا في أمم أفريقيا، تليها إسبانيا في المركز الثالث، حيث تضم 12 لاعبا يمثلون 11 نادياً إسبانيا، أما إيطاليا فحلت رابعة ب9 لاعبين من 8 أندية، وألمانيا خامسة بأربعة لاعبين من أربعة أندية. وباستثناء عمالقة أوروبا الخمسة، كان لأندية بلجيكا والبرتغال وروسيا وغيرها من دول القارة العجوز حضور قوي في البطولة، والحال ذاته بالنسبة للأندية العربية، التي ضمت عدداً من اللاعبين المشاركين في البطولة، أمثال الجزائروتونس وقطر والإمارات ومصر أيضاً.