يمثل يوما الخميس والجمعة، فرصة لا تقدر بالثمن لأولئك الذين أخذوا على عاتقهم ممارسة العمل الحر في المناطق التي تشهد اكتظاظا بالزائرين، ويمثل مخيما "عسيلان" و"الطرفية" شمال شرق مدينة بريدة، نافذتين تسويقيتين هامتين للباعة المتجولين. فتجد خلال جولة بسيطة في هذين الموقعين، أن عشرات الشباب من الباعة الجائلين هبوا لاستقبال المتنزهين القاصدين لهما، والذين يقدر عددهم بآلاف الأسر القصيمية في مواسم الشتاء، إذ ينتشر الشبان في الطرق الرئيسة المؤدية لمواقع الوجهات البريَة المفضلة للأسر. ويقول أحد البائعين ل"لوطن" إن مبيعاته وزملائه في يومي الخميس والجمعة فقط أمام المتنزهات البرية تفوق ما يجنونه داخل المدينة في أسبوع، مشيرا إلى أنه يقوم بتأمين السلع الأساسية التي تحتاجها الأسرة في المخيم كالحطب والخبز والرز وأدوات الطهي، وغيرها. ويشير سليمان وهو بائع للفواكه إلى أنه يحصل على هامش ربح ممتاز مقارنة بوقوفه وبيعه أمام الجوامع داخل المدينة، فيما يؤكد آخر فضل أن نرمز إليه ب(ص.ت)، بأنه يعمل بوظيفة حكومية ذات مردود ضعيف، وهو ما دفعه لشراء السلع من التجار والوقوف لبيعها في عطلة نهاية الأسبوع لمواجهة صعوبات الحياة المعيشية. أما الأخوان (حمد ومحمد) اللذان يقومان بتأجير الدراجات النارية، فيقولان إنه بعد تخرجهما من الثانوية العامة وجلوسهما فترة طويلة دون عمل، لم يجدا بدا من خوض غمار التجارة، فجعلا انطلاقتهما من الأماكن المكتظة بالمتنزهين.