أكد الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور عبدالرحمن السديس أن اختيار المدينةالمنورة عاصمة للثقافة الإسلامية استثمار إعلامي يؤكد ضرورة التعريف بتاريخ المدينة. وقال السديس في بيان أمس: إذا حان ذكر العهد النبوي فإن علينا تعريف العقيدة الإسلامية والسنة المحمدية تعريفا صحيحا يتسم بالاعتدال والوسطية، وتوضيحا أكثر لدوافعه في نهضة الإسلام في المدينة، لاسيما ارتباطها بقيادة النبي محمد وما بعده وكيف نهضت الأمة الإسلامية وأصبحت ذات نفوذ جغرافي واسع. وشدد السديس على أهمية التعريف بعاصمة الثقافة الإسلامية وبتاريخها ودورها الثقافي والعلمي والأدبي في بناء وتنمية العقيدة والشريعة الإسلامية، وما ذاك إلا لأن للمدينة المنورة ميزات لا تجدها في أي مدينة أخرى في العالم، فهي أول عاصمة في تاريخ الإسلام، وثاني أقدس الأماكن لدى المسلمين بعد مكة، وتأسست قبل الهجرة النبوية بأكثر من 1500 عام وعُرفت قبل ظهور الإسلام باسم "يثرب"، وتضم أقدم ثلاثة مساجد في العالم، ومن أهمها عند المسلمين، ألا وهي: المسجد النبوي، ومسجد قباء، ومسجد القبلتين. ومضى السديس يقول: إن من فضل الله سبحانه أن هذه المدينة المباركة حظيت بالعناية الفائقة والاهتمام من ولاة الأمر في بلادنا العزيزة، منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله، ثم عهود أبنائه البررة رحمهم الله، إلى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز يحفظهما الله. والشواهد على ذلك كثيرة، وماثلة للعيان، وناطقة بأفصح بيان، من خلال ما تم إنجازه، من مشاريع عملاقة، وفي أواخر العام الماضي شهدت المدينة مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المتمثل في أكبر توسعة للمسجد النبوي على نحو يتيح الفرصة لاستيعاب أكبر عدد من قاصدي المسجد النبوي وزواره من أنحاء العالم.