كشف رئيس لجنة مراقبة الأراضي وإزالة التعديات بمحافظة جدة المهندس سمير بن محمد باصبرين ل "الوطن" ضبط لصوص أراض استغلوا أسماء شخصيات وهمية بهدف التغرير بالمواطنين وبيع أراض لا يملكونها، ولا يحملون أي أوراق ومستندات تثبت أحقيتهم ببيعها على المواطنين. وقال إن اللجنة رصدت تسجيلات مصورة وثقها مواطنون بعدسات كاميرات هواتفهم المحمولة خلال عمليات شرائهم أراضي من مجهولين يدعون ملكيتهم لأراضي الدولة، ويذكرون أنهم اشتروها من أسماء معروفة ولكنها في الواقع "أسماء وهمية"، مستغلين بذلك حاجة المواطن، مشيرا إلى أن اللجنة تمكنت من خلال هذه التسجيلات التوثيقية التي قدمها المواطنون، من الوصول إلى هؤلاء اللصوص وإحالتهم للجهات المختصة كون ما أقدموا عليه يعتبر تغريرا بالمواطنين يعاقب عليه النظام. وأضاف أن دعم إمارة منطقة مكةالمكرمة ومحافظة جدة للجنة في مواجهة ظاهرة التعدي على الأراضي الحكومية أثمر عن تحقيق وعي كبير لدى المواطنين في المحافظة، حيث إن ما قام به المواطنون من توثيق لعمليات شراء أراض في عدد من المواقع شرق وجنوب المحافظة وبثه عبر الشبكة العنكبوتية في مقاطع تبين بالصوت والصورة عمليات البيع غير النظامية وذلك من أجل كشف حيل وطرق لصوص الأراضي التي لم تعد تنطلي على المواطنين، دليل على ارتفاع نسبة الوعي لدى المواطن، وأنه لم يعد بالإمكان وليس من السهولة التغرير به في عمليات شراء أراض بغير مستمسكات شرعية أو بأسماء وهمية يلجأ لها المتعدون لتحقيق عمليات التضليل التي تهدف إلى الكسب غير المشروع. وأشار إلى أن اللجنة استفادت من ارتفاع الوعي لدى المواطنين، بل إنه أصبح لديها متعاونون متطوعون يزودون اللجنة بمعلومات وصور توثيقية لمثل هذه المبايعات، والتي تنبه لها لصوص الأراضي مؤخرا بعد انتشار مقاطعها على موقع "اليوتيوب" ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، حيث أصبح الباعة الوهميون يصرون على عدم دخول المواطن لمواقع الشراء بالمركبات، بل إنهم يحرصون على عدم جلب مرافقين مع من يرغب الشراء، ويشترطون عدم حمل راغب الشراء لهاتف متنقل مزود بكاميرا، وذلك لعلمهم التام بعدم شرعية ما يقومون به من أعمال مخالفة للنظام، وخشية أن ينكشف أمرهم مجددا. وكشف باصبرين عن تسليم اللجنة الأسبوع الماضي أرضا بمساحة 341 ألف متر مربع بمنطقة أبو جعالة لوزارة الصحة لتمكينها من بناء مستشفى للأمراض النفسية بسعة 500 سرير بعد أن تمكنت اللجنة من إزالة التعديات كافة التي تعرضت لها الأرض، إضافة إلى تسليم اللجنة عددا كبيرا من المواقع لعدة جهات حكومية ممثلة في وزارات النقل والتربية والتعليم العالي والإسكان، ومواقع تعود للمؤسسة العامة للتدريب التقني والمهني للبنين والبنات، إضافة إلى المدن الصناعية والمتنزه الوطني وسفاري بارك والغابة الشرقية ومسار الطريق الدائري ومسارات قطار الحرمين وطريق هدى الشام الذي يخدم الحجاج شرق محافظة جدة.