قرر المركز الثقافي المصري بباريس تخصيص فعاليات الشهر الحالي للاحتفال بذكرى الثورة المصرية على طريقته، والتي تتناغم بحسب المسؤولين عنه مع الواقع المصري الحالي دون انحياز لطرف على حساب الآخر. باستثناء يوم 16 من يناير الذي خصص لمائدة مستديرة بعنوان "الثقافة والإبداع في سماء باريس" وتنظم بالمشاركة مع الرابطة الدولية للمبدعين والمثقفين في فرنسا. ويتخلل فعاليات الاحتفالية بذكرى الثورة معرضان للفن التشكيلي الأول للفنان شعبان سيد، يحمل اسم "الشارع ملك لنا" ويضم صورا للافتات وشعارات الثورة. أما الثاني فيحمل عنوان "مصر فوق كل الاعتبارات" للفنان رمزي مصطفى، إلى جانب أمسيات موسيقية وشعرية، يشارك فيها رئيس جمعية شعراء في باريس الشاعر عبدالناصر البنا، وفي منتصف الشهر ينظم المركز مؤتمرا للتحليل السياسي يتضمن أكثر من ندوة منها "شهادات وأمثلة حية .. كيف يولد الإبداع"، ويديرها مؤسس المرصد الأوروبي للغة العربية بشير عبيدي و"الثورة والإبداع" بمشاركة الكاتب صلاح الدين المرزوقي، و"اللغة جماليات الفن في زمن الثورة"، ويشارك فيها رئيس المرصد الأوروبي للغة العربية أحمد دبابي. وينهي المركز احتفاليته بمؤتمر "الثورة المصرية بعد عامين" بمشاركة الأستاذة الجامعية والاستشارية المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط آنيس لفالوا. مدير المركز الثقافي المصري في باريس الدكتور محمود إسماعيل قال ل"الوطن": خصص المركز هذا الشهر لذكرى الخامس والعشرين من يناير وراعينا عدم اقتصار الاحتفال على يوم أو حتى على أسبوع واحد من منطلق أن فترة ما بعد الخامس والعشرين من يناير 2011 شهدت العديد من الأحداث وبطبيعة الحال انعكس هذا كثيرا على المشهد الحياتي والثقافي في مصر، لذا خصصنا مدة كافية لاستعراض ومحاولة احتواء الأفكار الثقافية كافة حول المشهد الحالي، حيث المناقشات ستكون حاضرة بشكل مستمر ليس فقط من خلال المؤتمرين ولكن أيضا عقب القراءات الشعرية وبين زوار المعارض والفنانين. وأكد إسماعيل أن المركز المصري تابع لوزارة التعليم العالي في مصر ومن ثم فهو ليس مركزا تابعا أو عاكسا لوجهة النظر الحكومية، بل مكان يحرص على التعددية الفكرية والثقافية وطرح ومناقشة كل وجهات النظر حتى بما فيها من يعارض الثورة نفسها، وفي النهاية، علينا التأكيد على أن الفعاليات الثقافية لها مكانة شديدة الخصوصية حينما تتباين الآراء السياسية والمجتمعية، حيث تبقى الثقافة هي البوتقة القادرة دائما على صهر كافة الأفكار والتوصل في نهاية الأمر إلى نقاط التقاء قادرة بدورها على مواجهة أوجه الاختلافات مهما كانت حدتها.