على الرغم من أن غازي القصيبي، الذي لم يلتقه، وصفه ب"محمود درويش المملكة" بعد أن اطلع على ديوانه الشعري الأول، لم يجد الشاعر دخيل الله بن شافي الحارثي فرصته في الصعود على منبر رسمي لإلقاء قصائده إلا مساء أول من أمس، حيث فاجأ الحضور في الأمسية التي نظمها نادي الطائف الأدبي بأنها أول تجربة منبرية له. وقال إنه يشعر بالرهبة وألقى قصيدة تحكي ذلك. استحوذ الحارثي على إعجاب الحضور الذين سألوه عن سر وصف القصيبي له ب"محمود درويش المملكة، فرد بقوله "غازي القصيبي قالها لأحد الأصدقاء بعد أن أهديته ديواني الأول، لربما شعر أن هناك تشابها ولن أكون محمود درويش". وفي الضفة الأخرى من الأمسية أثارت قصائد لطيفة العصيمي التي شاركت الحارثي الأمسية إلى جانب خالد الغامدي، الحضور، حيث وصف الشاعر خالد قماش قصائدها في مداخلته بالوعظية، قائلا "الشعر ليس مهمته الوعظ والإرشاد وإنما الإبداع"، إلا أن بعض الحضور خالفوه الرأي، وقال راشد القثامي إن شعر العصيمي ليس وعظا وإنما تأملي صوفي، بينما قال محمد شرغالي "الشعر أوسع من ذلك الذي يتسع لوصف العيون ويتسع لوصف ليلة الوتر، فالشعر الذي يستوعب الشك لا يعجز عن اليقين". فيما ذهب الدكتور عالي القرشي إلى أن "على الشاعر أن يحصن شعره من النثرية سواء داخل أو خارج النص، ولا يسمح لأي خارج عن الشعر أن يتسرب إليه" مشيرا إلى أن كثيرا من الشعراء يحاولون أن يثبتوا في شعرهم ما عن لهم قوله فيكون وبالا على شاعرية الشاعر، وأظهر القرشي استبشاره بالحارثي كونها أول أمسية له. وتضمنت الأمسية 4 جولات شعرية، ألقى من خلالها الشعراء الثلاثة عددا من القصائد المتنوعة، بدأها الحارثي بقصيدة في الطائف، فقصيدة "قهوة الريب" ومنها "على الرصيف الذي يفضي لقافية سمراء في الشارع الخلفي من لغتي وقفت والنادل الليل يرقبني هل أستريح ليأتيني". وبدأ الغامدي بقصيدة "المارد السجين"، وألقت العصيمي "غثاء السيل"، و"خذيني".