العنصرية والتفرقة هما من أشد الأسباب التي تصنع الدمار والخراب في الأوطان، حيث تقضي العنصرية على روح الجماعة، ومفهوم الانتماء، فالعنصرية تكرس مفهوم الأنانية في النفوس، وتسعى جاهدة في نبذ الآخر، وإقصاء من يختلف معها في الرأي والتوجه وما سواه. وهنيئا للمجتمع الذي لا يعاني مرض العنصرية، حيث تكون الوحدة ويكون مجتمع مليئا بأجواء الود والوئام. يتمتع معظم المواطنون السوريون، بالعقليات المنفتحة، والمدارك الواسعة التي ترضى بالاختلاف، دون أن تقوم بإقصاء المختلفين معها في الرأي والتوجه وما سواه. فبالرغم من تعدد الديانات والمذاهب في المجتمع السوري، إلا أنه مجتمع منسجم مع بعضه البعض، فلم يكن التعدد والاختلاف، عائقا أمام وحدة المجتمع السوري، الذي لم أشهد فيه أي نوع من أنواع العنصرية، لا دينية ولا طائفية ولا مناطقية أو حتى قبائلية بين أفراد الشعب، وفي طريقة تعاملاتهم مع بعضهم البعض أيضا. وللأهمية أحب أن أوضح بأني لم أستند بكلامي هذا على وجهة نظري الشخصية، بل تناقشت فيه مع أشخاص قضوا حياتهم هناك، فتحدثنا عن طبيعة المجتمع السوري، وكانت معظم الإجابات تدعم الرأي الذي استنتجه من تجربتي واختلاطي بالمجتمع السوري، وللأسف إن التعايش السلمي في المجتمع السوري والتوافق بين مواطنيه.. مضطرب في الوقت الراهن، وهذا بسبب الأزمة التي تمر بها البلاد. سورية الآن تتجه في خطاها نحو مستقبل جديد، وإني لا أخشى أن يفقد وينسى المجتمع السوري التوافق والتعايش بين التيارات والتوجهات المختلفة، والذي كان دأبهم وحالهم على الدوام، فيقع المجتمع السوري ضحية العنصرية والتفرقة، التي سيحاول أن يٌذكيها من في قلبه مرض، ومن بعض المتسلقين الذين سيتعمدون رفع شعارات تبعث على العنصرية، لاستدرار واستثارة عواطف الناس؛ لتحقيق أهداف خاصة. تمنياتي ودعائي للشعب السوري بالنصر على الطاغية، وتحقيق أهداف الثورة.