وجه طبيب نفسي رحمة الزهراني إلى العلاج بالضوء، والتعرض للشمس عندما شكت من الظلام، وبرودة الأجواء، وأمور أخرى تصيبها في فصل الشتاء كل عام، ويتفاقم ذلك مع اقتراب المساء، وخاصة قبل حلول الظلام بدقائق، وقد أطلق أغلب الأطباء النفسيين على هذه الحالة "اكتئاب الشتاء"، مشيرين إلى أن النساء أكثر عرضة للإصابة بهذا المرض من الرجال. وقالت رحمة ل"الوطن" إن الطبيب ذكر لها أن هذه الكآبة الشتوية هي أحد أنواع الاكتئاب الذي يصيب بعض المرضى في مواسم معينة من السنة، وتبدأ أعراضه في الظهور عادة في أواخر فصل الخريف، وبداية فصل الشتاء، وتتحسن، أو تختفي الأعراض مع بداية دخول فصل الربيع. وأضافت أن طبيبها قال لها إن اكتئاب الشتاء يؤدي إلى اختلال في إفراز بعض المواد في الدماغ بسبب نقص أشعة الشمس، وقلة الضوء، ويحصل نتيجة لذلك نقص في مادة السيروتونين، وهي إحدى المواد المسؤولة عن الحالة المزاجية للإنسان، كما تحصل زيادة في إفراز مادة الميلاتونين خلال ليالي الشتاء الطويلة، وهذا النقص يؤدي إلى الإصابة بالإرهاق، والكسل المفرط، والنعاس، وكثرة النوم، وتعكر المزاج. من جهته علق الأخصائي النفسي، عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى الدكتور إلهامي عبد العزيز بقوله إن "هذه الحالة يصاب بها الناس في أيام الشتاء، والشاعر صلاح جاهين من أكثر الأشخاص الذين تعرضوا لهذا الاكتئاب أيام الشتاء". وأضاف أن هذه الأجواء الكئيبة تسود الدول الاسكندنافية، نظرا لغياب الشمس فيها، وأن المريض في هذه الحالة لا علاج له سوى التعرض للإضاءة القوية لفترات طويلة. وقال الدكتور إلهامي إن الشتاء فصل كئيب بطبعه، بينما يحل المرح والتفاؤل في فصل الربيع، مشيرا إلى أن هذه الحالة في فصل الشتاء تؤثر على نفسية المريض، وخاصة كلما دخل المريض في الليل واقترب الظلام.