ينام الإنسان بالليل ويستيقظ بالنهار ويتعرف جسم الإنسان على الليل والنهار من خلال إفراز هرمون الميلاتونين الذي يعتمد إفرازه في الدم على حدة ونوع الضوء الذي يتعرض له الشخص. فزيادة حدة الضوء وبالذات الضوء الأزرق يوقف إفراز الهرمون وانخفاض حدة الضوء يزيد من إفرازه. يعاني الكثير من طلاب المدارس وبالذات في المرحلتين المتوسطة والثانوية من عدم القدرة على النوم بالليل والشعور بالنعاس والرغبة في النوم في النهار وهو ما يؤثر سلبا على تحصيلهم العلمي. وهذه الظاهرة معروفة وسببها خلل في الساعة البيولوجية يصيب الشباب في سن المراهقة وقد يستمر بعد ذلك. وقد لاحظنا من خلال المراجعين في العيادات زيادة في هذه الحالات في السنوات الأخيرة. ونعتقد أن سبب زيادة هذه الحالات هو نقص تعرض الطلاب للإضاءة في النهار وخاصة في فصل الشتاء حيث يذهب الطلاب إلى المدارس صباحا والإضاءة ما زالت خافتة والضوء في الفصول قد يكون كافياً للقراءة ولكن ليس بالضرورة للتأثير على إفراز هرمون النوم (الميلاتونين). وفي المساء حيث يجب أن تكون الإضاءة خافتة، يتعرض الطلاب لإضاءة قوية داخل المنازل حيث إننا نستخدم مصابيح الفلوروسنت التي تعرض الشخص للضوء الأزرق الذي يقلل من إفراز هرمون الميلاتونين. لذلك وللتقليل من هذه الظاهرة وجب زيادة الإضاءة داخل قاعات الدراسة ووجود نوافذ تسمح بدخول الضوء الطبيعي وتخفيض الإضاءة في غرف المعيشة في المنازل قبل النوم بساعة أو ساعتين.