حذر الموفد الدولي إلى سورية الأخضر الإبراهيمي من أن سورية تواجه في الوقت الراهن خيارا "بين الجحيم والحل السياسي"، وقال الإبراهيمي في مؤتمر صحافي عقده في ختام محادثاته مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في موسكو أمس "إذا كان لا بد من الاختيار بين الجحيم والحل السياسي، يتعين علينا جميعا أن نعمل بلا كلل من أجل حل سياسي"، وأضاف "من وجهة نظري، المشكلة هي أن تغيير النظام لن يؤدي بالضرورة إلى تسوية الوضع"، محذرا من خطر تحول سورية إلى صومال ثانية. واعتبرت موسكو أن التوصل إلى حل سياسي لتسوية النزاع لا يزال ممكنا، مشيرة في الوقت نفسه إلى تعذر اقناع الرئيس بشار الأسد بالتنحي عن السلطة، وقال لافروف "هناك إجماع على القول بأن فرص التوصل إلى حل سياسي ما زالت متوافرة"، وفي مؤشر جديد هو الأكثر وضوحا على رغبة روسيا بإعلان موقف متمايز عن النظام السوري، قال لافروق إنه يتعذر إقناع الأسد بالتنحي عن الحكم، الأمر الذي تطالب به دول غربية وعربية، وخصوصا المعارضة السورية، وأضاف "قال الأسد مرارا إنه لا ينوي الذهاب إلى أي مكان، وإنه سيبقى في منصبه حتى النهاية وليس ممكنا تغيير هذا الموقف". وذكر لافروف أنه "فوجئ برفض الائتلاف السوري المعارض دعوة موسكو لإجراء مفاوضات لتسوية الأزمة، وكان رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية احمد معاذ الخطيب قال أول من أمس "لن نذهب إلى موسكو، يمكن أن نجتمع في دولة عربية حصرا على أن يكون هناك جدول أعمال واضح"، وأضاف "إن كنا لا نمثل الشعب السوري فلماذا يدعوننا إلى التفاوض؟ وإذا كنا نمثل الشعب السوري فلماذا لا تصدر روسيا بيان إدانة واضحا لتوحش النظام ومطالبة صريحة بتنحي الأسد الذي هو شرط أساسي في أية مفاوضات؟". ميدانيا تتواصل العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من سورية وقد حصدت أمس نحو 66 قتيلا، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، وفي محافظة إدلب أفاد المرصد عن استمرار الاشتباكات العنيفة منذ أربعة أيام "بين القوات النظامية ومقاتلين من جبهة النصرة وكتائب أحرار الشام وكتائب أخرى في محيط معسكر وادي الضيف" الذي صمم مقاتلو المعارضة على إسقاطه ليقضوا على أي أمل للقوات النظامية بإمكان استخدام طريق دمشق حلب لتمرير الإمدادات إلى مدينة حلب، كما تستمر الاشتباكات عند أطراف مطار منغ العسكري على بعد ثلاثين كيلومترا من مدينة حلب.