نقل وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف انه ابلغ وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي خلال العشاء الذي جمعه واياهم في لوكسمبورغ ليل اول امس الاحد ان «الاسد لن يرحل ابداً»، فيما ذكر وزراء آخرون ان جو النقاش كان محتدماً ولم يحصل اي تقدم مع روسيا في شأن موقفها من الازمة السورية. وكان المبعوث الدولي - العربي المشترك الاخضر الابراهيمي حذر امس خلال الزيارة التي قام بها لبغداد من ان ازمة سورية «تشكل خطرا على السلم العالمي»، ونفى ما رددته مصادر معارضة من ان يكون اقترح ارسال قوة لحفظ السلام الى سورية. وكرر دعوته الى وقف تدفق السلاح الى جميع الاطراف، داعيا الدول التي تملك نفوذا على بعض الجماعات الى تشجيعها على التوجه نحو الحل السلمي بعدما «لم يأت الحل العسكري باي نتيجة». والتقى الابراهيمي الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ونائبه حسين الشهرستاني، اضافة الى وزير الخارجية هوشيار زيباري. وقال انه سيتوجه الى القاهرة بعد بغداد، كما سيزور سورية «خلال ايام وسنرى ما يمكن ان نجده هناك وليس فقط من جانب الحكومة بل من جانب المعارضة ايضا». ونفى ان يكون طرح فكرة قوة سلام، معلنا انه يعمل حاليا من اجل هدنة لمناسبة عيد الاضحى. في هذا الوقت، نقل وزراء اوروبيون عن وزير الخارجية الروسي، خلال لقاء مساء الاحد في لوكسمبورغ موقفاً متشدداً يؤكد دعم موسكو للنظام السوري. وقال فابيوس ان لافروف ابلغ الوزراء ان «الاسد لن يرحل ابداً». ونقل وزراء وديبلوماسيون حضروا العشاء الذي امتد الى اكثر من ثلاث ساعات ونصف الساعة ان المحادثات كانت متوترة ولم تؤد الى تحقيق تقدم. وصرح وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ بان النقاش مع لافروف تناول كل ابعاد الازمة السورية، «لكن لم يتحقق اي تقدم». وقال ان المجتمعين ناقشوا مصادرة تركيا لشحنة معدات رادار من طائرة مدنية كانت قادمة من موسكو الى دمشق الاسبوع الماضي. وانتقد لافروف بحدة موقف الاوروبيين من سورية وعقوباتهم التي فرضت من جانب واحد على النظام السوري. فيما قال وزير الخارجية الالماني غيدو فيسترفيلله ان «خطر امتداد النزاع يتزايد ولا مصلحة لاحد بذلك بما في ذلك روسيا». واضاف ان «من الضروري اقناع الذين يواصلون حماية نظام الاسد بان خطر امتداد النزاع يتزايد وخطر حرب بالوكالة يتزايد». من جهة اخرى، اعلن وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي عقوبات جديدة على النظام السوري تقضي بتجميد اموال شركتين، بينهما «الخطوط الجوية السورية» و28 شخصا اضافيا من داعمي الرئيس الاسد ومنع اعطائهم تأشيرات دخول. وهذه هي الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات المشددة التي فرضها الاتحاد على النظام السوري منذ بدء اعمال العنف في اذار (مارس) من العام الماضي. على الصعيد الميداني، أعلن «لواء التوحيد» التابع ل «الجيش السوري الحر» انه اسقط مقاتلة للجيش النظامي في منطقة الشيخ نجار في حلب فيما كانت الاشتباكات وقتال الشوارع مستمراً بين قوات النظام والمعارضة. وذكر «المرصد السوري لحقوق الانسان» وناشطون ان المعارضة شنت هجمات عدة على حواجز وثكنات لقوات النظام في حلب وجوارها، في وقت أفاد الاعلام السوري بتقدم قوات النظام في محافظة حمص. وقال المرصد ان ثمانية عناصر من قوات النظام قتلوا صباحا، إثر هجوم شنته المعارضة وتلته اشتباكات على حاجز دوار شيحان، شمال حلب. كما قتل ثمانية جنود آخرين في هجوم شنّه مقاتلون معارضون على حاجز الليرمون للقوات النظامية عند مدخل المدينة. وذكر مصدر عسكري حكومي ان مسلحي المعارضة نفذوا هجوماً على ثكنة طارق بن زياد في شمال شرقي حلب، ما أدى الى اشتباكات عنيفة نجحت العناصر المكلفة بحراسة الثكنة في نهايتها بالتصدي للمهاجمين القادمين من منطقة السكن الشبابي في حي بني زيد في منطقة الأشرفية، ما تسبب بسقوط قتلى وجرحى. كذلك وقعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والمعارضة في محيط معسكر وادي الضيف القريب من مدينة معرة النعمان التي سيطرت عليها المعارضة الاسبوع الماضي. واستمرت العمليات العسكرية التي تقوم بها قوات النظام منذ حوالى عشرة ايام للسيطرة على معاقل المعارضين في حمص وريفها. واشار المرصد السوري الى تعرض مدينة الرستن للقصف من طائرة حربية، وتعرض حي الخالدية للقصف من قوات النظام. وفي دمشق، وقعت اشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة في حي العسالي جنوب العاصمة كما تعرضت مناطق في غوطة دمشق للقصف من قوات النظام. وفي نيويورك، ذكر مساعد الامين العام للامم المتحدة جيفري فيلتمان أن الأمين العام بان كي مون يدعو «الحكومة السورية الى إعلان وقف النار في إجراء تتبعه المعارضة بوقف مماثل وهو ما يتطلب تضافر جميع الجهود داخل سورية وفي المنطقة وخارجها». وشدد فيلتمان خلال جلسة لمجلس الامن لمناقشة الوضع في الشرق الاوسط على ضرورة امتناع كل الحكومات عن «تأمين المساعدة العسكرية الى أي طرف في سورية التي ينتهك بعضها قرار مجلس الأمن 1747» في ِإشارة الى الحظر المفروض على إيران. وشدد السفير الروسي فيتالي تشوركين على ضرورة «وقف العنف وتطبيق بيان جنيف وتوصل الأطراف في سورية الى تسوية»، داعياً السلطات السورية والمعارضة الى «تعيين مفاوض» عن كل منهما للبدء في عملية سياسية. وأشار الى «ازدياد الهجمات الإرهابية وتدفق الجهاديين المتصلين بتنظيم القاعدة والسلاح الى سورية»، مؤكدأً دعم بلاده الكامل للممثل الخاص المشترك الى سورية الأخضر الإبراهيمي. وقال السفير الصيني لي باودونغ إن الحل في سورية يكون «باحترام ميثاق الأممالمتحدة وسيادة سورية وإرادة الشعب السوري وتطبيق قرارات مجلس الأمن ودعم مهمة الممثل الخاص المشترك».