نفى المتمردون الحوثيون اتهامات اللجنة الأمنية العليا بالوقوف وراء كمين استهدف دورية للجيش في محافظة مجز بصعدة، وأكدوا أن ذلك محض افتراء، فيما قالت اللجنة إنها ستفوت على الحوثيين فرصة نشوب حرب جديدة. وكانت اللجنة الأمنية العليا أعربت عن أسفها للخروقات المتكررة من جانب الحوثيين وآخرها الاعتداء على قائد المنطقة الأمنية بمديرية مجز في صعدة قبل يومين، وأدى إلى مقتله واثنين من مرافقيه وسبعة مواطنين، إضافة إلى جرح عشرة آخرين بينهم ثلاثة جنود. وأشارت إلى أن "هذه الخروقات والاعتداءات أدت وتؤدي إلى عرقلة تنفيذ النقاط الست" التي اقترحتها الحكومة لوقف حرب صعدة. وطالبت اللجنة الحوثيين بالالتزام بسرعة تسليم الجناة لينالوا عقوبتهم لضمان استمرار اللجنة في أداء مهامها. كما طالبتهم بتنفيذ ما تبقى من النقاط الست لبسط الأمن والاستقرار بالمحافظة وعودة النازحين. وقالت إن "الدولة لن تنجر مهما كان الثمن إلى شن حرب سابعة رغم الاستفزازات التي يقوم بها الحوثيون". من جهته قال المسؤول بالمكتب الإعلامي للمتمردين الحوثيين ضيف الله الشامي إن اتهام اللجنة الأمنية لهم بقتل وجرح 20 شخصاً بينهم جنود "افتراء محض"، مشيراً إلى أن "الحادثة تأتي في إطار صراع قبلي بين أبناء المنطقة". ولم يستبعد القيادي في حركة الحوثي "أن يكون وراء جر الجنود إلى تلك المنطقة المعروفة بالمشاكل والصراعات هم تجار الحروب الذين يريدون استغلال الحادثة بأنها استهداف لجنود". في تلك الأثناء توقعت مصادر يمنية أن يوقع اليوم حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وحلفاؤه، اتفاقاً على آلية استئناف الحوار على قاعدة اتفاق فبراير عام 2009، والذي تم بموجبه تأجيل الانتخابات التشريعية في البلاد لمدة عامين. وأكدت مصادر في الحزب الحاكم والمعارضة أن التوقيع على آلية الاتفاق، والذي كان من المقرر أن يتم في أبريل الماضي، لن يخوض في مواضيع الحوارات التي سيناقشها الطرفان، وأن لجنة مشتركة سيتم الاتفاق على عدد أعضائها بالتساوي بين الجانبين هي من ستحدد مواضيع الحوار ومواعيده. من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أشاد في اتصال هاتفي مع نظيره اليمني علي عبد الله صالح أول من أمس ب "تصميم" اليمن على مكافحة الإرهاب. وقالت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) إن أوباما أكد لصالح أن السلطات الأمريكية تدرس أوضاع المعتقلين اليمنيين في جوانتانامو وإرسالهم إلى اليمن لإعادة تأهيلهم. بينما قالت الرئاسة الأمريكية إن أوباما وصالح أشارا في اتصالهما إلى أن تنظيم القاعدة ما زال يشكل تهديدا لليمن على الرغم من التزام الحكومة بملاحقة المتطرفين. وتابعت أن الرئيسين "ناقشا استمرار تهديد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والمساعدة الدولية لليمن لدعم جهوده لمكافحة الإرهاب". وجاء الاتصال بعد يوم واحد من هجوم شنه مسلحون ملثمون الأربعاء الماضي على مقري الأمن والمخابرات في زنجبار، كبرى مدن محافظة أبين جنوب اليمن.