مع انعقاد الملتقى الثاني لرؤساء الأندية الأدبية اليوم في الأحساء، طالب عدد من المثقفين والمبدعين عبر "الوطن" إتاحةَ الفرصة لهم ليقولوا ما لديهم. فالكاتب أحمد الواصل بدأ حديثه بحدة قائلا: "من الأفضل إغلاق الأندية الأدبية؛ لأنها تضييع للوقت، وإشغال لا أكثر"، ويقول الكاتب طاهر الزهراني: "الأكاديميون والنقاد اكتسحوا النوادي والفعاليات، فلماذا يهمش المبدع؟ ومتى نرى فعاليات تعني بالنص الإبداعي؟"، أما الكاتب عواض العصيمي فقال: "متى يتوقفون عن عقد اجتماعاتهم باسم رؤساء الأندية، فما سبق من اجتماعات وهي كثيرة جدا لم يسفر عن تطور نوعي يراه الجميع، ويلمسه في بنية العمل الثقافي في هذه الأندية، أتمنى أن يعقدوا اجتماعاتهم تحت اسم ممثلي الثقافة في المحافظات والمدن الرئيسة، شأنهم شأن أعضاء المجالس البلدية والغرفة التجارية، فإن أحرزوا تقدما في قراراتهم عمليا وشهد لهم الواقع بذلك، فهذا هو المطلوب في الأصل، وإن أخفقوا أو كتبوا توصيات لا تنفذ، فستكون هذه النتيجة أخف وقعا مما لو كانوا على مسماهم الحالي، ولا ينجزون ما يليق بهذه المناصب". الكاتب خالد المرضي ذهب إلى أن "من ضمن اهتمامات الأندية الادبية طباعة الكتب على اختلافها، إضافة إلى المجلات والدوريات وغيرها، لكن المؤسف أن هذه المطبوعات التي يعلن عنها كنشاط يحسب للقائمين على إدارات الأندية الأدبية تظل في غالبها حبيسة مستودعات الأندية، أو يوزع القليل كهدايا لمن تصل به قدمه إلى النادي كضيف أو زائر أو مدعو. هناك أندية شاركت دور نشر في الطباعة والتوزيع وهي خطوة تعتبر جيدة رغم أن التوزيع بقي محدودا أيضا ومقتصرا على معارض الكتب"، وتساءل "لماذا تتكلف الأندية عناء الطباعة إذا كانت تعلم مسبقا أن التوزيع معدوم، ولن يصل إلى يد القارئ إلا فيما ندر؟"، فيما يقول الدكتور فارس الهمزاني: "أطلب منهم الخروج من النمطية والتقليدية في كثير من الأنشطة المتكررة، والتي تقدم بنفس الوصفة لنفس الشخصيات منذ عقود"، ويأتي الشاعر علي الرباعي طريفا في هذا الموضوع، فطلبه الوحيد من رؤساء الأندية الأدبية "الستر والعافية"، أما الكاتب أحمد الدويحي فقال: "اكتشفنا قبل سنوات أن مصاريف رئيس النادي وأعضاء مجلس إدارته وسفرياتهم، يكلف أكثر مما يكلفه إقامة نشاط ثقافي في موسم كامل، ومعنى هذا أن ما يصرف عليهم يتجاوز أضعافا مضاعفة على ما يصرف على النشاط الثقافي المنبري على سبيل المثال، فنرجو أن تستعد مثل هذه الأندية لجردة حساب مستقبلية قادمة من الوسط الثقافي برمته، وليس من جمعياتهم العمومية وحدها، فهل ممكن أن تصل الشفافية والوضوح إلى برامج ومصروفات هذه الأندية، وتكون مطروحة ومعروضة للمساءلة؟". من جهته يعبر الكاتب محمد النجيمي، في هذا الصدد بقوله: "ليس لدي شخصيا أي طلب منهم، فهم قد انتخبوا وفق لائحة معطوبة لا أعترف بها، وساهمت في اختطاف الأندية الأدبية"، وطالب الكاتب صلاح القرشي، رؤساء الأندية الأدبية بأن يتذكروا أنهم رؤساء لأندية أدبية، موضحا: ما يحدث في كثير من الأندية لاعلاقة له بالأدب، فهو إما شيء من ذر الرماد في العيون، أو أنه نقل للدرس الأكاديمي من قاعات الجامعة لقاعات الأندية"، ويطلب الكاتب طاهر الزارعي منهم، تأسيس ملتقى سنوي للقصة القصيرة يشرف عليه بشكل دوري ناد أدبي كل سنة، على أن يتم فيه التركيز على القاصين الشباب، وتدار فيه ندوات وأمسيات قصصية ونقدية ومسابقات قصصية"، أما الكاتب ماجد الجارد فقال: "أتمنى أن يقيم كل ناد ملتقى نصف سنوي، يحتفي بالنص كنص إبداعي يعرض فيه كوكبة من المبدعين نصوصهم وأفكارهم ورؤاهم، بدلا من الملتقيات السائدة التي يتكدس فيها الأكاديميون بأغلبية طاغية، ويغيب عنها من يحترق من أجل أن يخرج لنا فنا سرديا أو شعريا"، ويضيف "أتمنى أن يكون هذا الملتقى جمهرة للشعراء والساردين، لا جمهرة للموظف الأكاديمي". من جهتها قالت الروائية سهام المرضي، بهذا الخصوص "رؤساء الأندية الأدبية مجرد موظفين، يؤدون أعمالهم في مؤسسة تابعة للدولة بالنهاية، وبالتالي من العبث أن يطلب منهم المبدع شيئا، المبدع الذي يستمد وجوده من عداوته وحياده مع كل أنواع السلطات، المبدع الذي سيسهر الليل لإعداد ورقة عمل عن مفكر ليفاجأ في الصباح أن السماء لا تمطر فكرا بالمرة. عليه ألا يحرج نفسه أولا ولا حياده إزاء صيانة هذا الأمل الأخير له في الوجود، والمتمثل في البعد عن كل ما من شأنه التضييق على حرية الكلمة والتعبير والفكر وصيانة الإبداع من أية وصاية، يفضل ألا يطلب من موظفي الأندية شيئا". وأخيرا قالت الشاعرة هيلدا إسماعيل: "قبل البدء في أي مشروع أدبي أتمنى من رؤساء الأندية الأدبية أن يقوموا بمهّمة إعادة الاعتبار لسمعة الثقافة والمثقفين بعد الفوضى التي شابت الانتخابات وما تلاها من استقالات، إقالات، محاكمات، شتائم وحروب كلامية ولفظية لا تمت للثقافة بصلة"، وأضافت "في رأيي هم بحاجة لوضع مسحة إنسانية ولمسة تسامح على هذا البند، ووضعه على قائمة الأولويات لأعمال النادي، كي يتفرّغ القائمون على الثقافة لإنجاز مهمّاتهم بدلا من استهلاك الجهد والطاقة في الهوامش".