حين تنطلق تنمية الأوطان من رؤية واضحة تجاه استثمار مواردها البشرية فإنها ستحقق الكثير من الإنجازات الحضارية في فترة وجيزة. تلك المعادلة كانت مرتكز التخطيط التنموي لتنمية منطقة جازان منذ الزيارة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين عام 1427 للهجرة، تلك الزيارة التي مثلت نقطة تحول غير مسبوقة في تاريخ جازان الحديث. ولعل جامعة جازان التي حظيت بوافر الدعم من خادم الحرمين الشريفين تعد اليوم دليلا واضحا ومعلما شاهدا على مسيرة التنمية والتطور التي خاضتها الجامعة للوفاء بتطلعات خادم الحرمين الشريفين الذي منّ الله عليه بالشفاء وخروجه من المستشفى سالما معافى. ففي غضون أربع سنوات قفزت الطاقة الاستيعابية من 4 آلاف طالب إلى أكثر من 60 ألف طالب وطالبة تضمهم 45 كلية في تخصصات علمية تلبي مخرجاتها حاجة سوق العمل، إلى جانب نجاح الجامعة في نشر التعليم العالي في أنحاء المنطقة بافتتاح الكليات في معظم محافظاتها، وتميزها في برنامج الابتعاث الخارجي بابتعاث حوالي 700 مبتعث يدرس معظمهم تخصصات علمية جديدة في أرقى الجامعات العالمية، وإيمانا من الجامعة بضرورة تنمية مواهب طلابها فقد حققت تميزا في استثمار تلك المواهب والطاقات عبر الأندية الطلابية المختلفة وحقق الطلاب من خلالها نجاحات على المستوى المحلي والدولي في آن واحد. لم يكن اهتمام الجامعة بتطوير بيئتها الأكاديمية والعلمية والبحثية بعيدا عن اهتمامها بإنشاء وتحديث بنيتها التحتية لمواكبة إنجازات منسوبيها من طلاب وأعضاء هيئة تدريس. إن الحديث عن منجزات جامعة جازان هو في اللحظة ذاتها حديث عن الأمير الجليل محمد بن ناصر الذي كان قبل أيام يتجول هو وأعيان المنطقة ومثقفوها في صروح الجامعة التي لطالما وقف عليها متابعا سير تنفيذ مشاريعها، وباسمي وباسم أكثر من 60 ألف طالب وطالب نهنئ أنفسنا بالثقة الملكية الغالية بالتمديد لسموه أميرا لمنطقة جازان ليواصل مسيرة البناء والتنمية الحديثة التي تشهدها المنطقة وينعم بها أبناؤها الكرام. الدكتور محمد آل هيازع مدير جامعة جازان