تصاعدت نبرة انتقاد جماهير الهلال تجاه مدير الفريق الأول لكرة القدم، الفرنسي أنطوان كومبواريه، بعد التفريط في الحفاظ على صدارة دوري زين للمحترفين والتنازل عنها لصالح منافسه الفتح عندما خسر أمامه بهدفين لهدف على ملعب مدينة الأمير عبد الله بن جلوي الرياضية بالأحساء في قمة مواجهات المرحلة 15. ولم تنجح مساعي المدرب الفرنسي في المضي قدماً نحو الصدارة وقطع مشوار طويل نحو استعادة اللقب، بل حتى فشل في رد اعتباره لخسارة مباراة الدور الأول التي كسبها النادي النموذجي بذات النتيجة في أغسطس الماضي، ليحقق الفوز على الهلال، كما يقال بالعامية "رايح جاي"، الأمر الذي يندر حدوثه للهلال في هذه المسابقة تحديداً، حيث كانت المرة الأخير في موسم 2005 حينما خسر من الطائي ذهاباً وإياباً رغم تتويجه حينها باللقب الذي يملك رقمه القياسي بواقع 13 مرة ويأتي خلفه الاتحاد بثماني مرات. قناعات خاطئة تركز لوم أنصار الفريق "الأزرق" على كومبواريه وفلسفته الفنية التي لا تنتهي منذ توليه منصبه الصيف الماضي، مبدين استغرابهم من الطريقة والأسماء التي خاض بها المباراة بجانب تبديلاته التي جانبها التوفيق، ويرون أنها أحد مسببات الخسارة، معتبرين أن قناعاته الفنية وتغييره لتشكيل الفريق ونهجه في كل مباراة، أفقدت الانسجام بين اللاعبين وغيبت هويتهم داخل الميدان لدرجة اعتماده على لاعبين في غير مراكزهم الأصلية، كإشراك الظهير الأيسر عبد الله الزوري في متوسط الدفاع بالرغم من تواجد عنصرين في هذا المركز هما ماجد المرشدي ويحيى المسلم، واعتماده سابقاً على الظهير الأيسر ياسر الشهراني في وسط الميدان، إضافة لإصراره على إشراك عبد العزيز الدوسري وسلمان الفرج في مركز الوسط الأيمن، وهما من يجيدان اللعب بالقدم اليسرى ويعانيان من ضعف واضح في الجهة اليمنى مما يقلل من خطورتهما الهجومية. تعزيزات منتظرة اتفقت الجماهير الهلالية على ضرورة استغلال فترة الانتقالات الشتوية التي تفتح أبوابها مطلع يناير المقبل، بتعزيز صفوف الفريق بلاعبين أجانب جدد وتسريح المغربي عادل هرماش والكوري الجنوبي يوو بيونج سوو، مع الإبقاء على البرازيلي ويسلي لوبيز والسنغالي عبد القادر مانجان. وتركزت المطالبات الجماهيرية على التعاقد مع لاعب محور دفاعي، إضافة لصانع ألعاب مهاري يجيد لعب الكرات الثابتة واستغلال الحس التهديفي العالي لثنائي خط الهجوم ياسر القحطاني "9 أهداف" ولوبيز "15 هدف"، إضافة لتعزيز صفوف الفريق بعدة صفقات محلية دفاعية وهجومية لتعزيز دكة البدلاء، في حين جددت إدارة الهلال ثقتها في مدربها الفرنسي وعادت لتؤكد مجدداً أنها تنتظر 29 من الشهر الجاري، وهو موعد سماع رأي كومبواريه حول الأجانب والأسماء التي سيستغني عنها والمراكز البديلة التي يرغب في تعزيزها. رأي فني من جهته خالف أستاذ الإعلام في جامعة الملك سعود اللاعب السابق في نادي الهلال، الدكتور تركي العواد، التوقعات واختلف مع من يقلل من قدرات كومبواريه، وأشاد بالطريقة والأسلوب الذي يتعامل به المدرب مع فريقه، مشيراً إلى أن بصماته واضحة منذ حضوره الصيف الماضي. وأضاف "الفريق بات يلعب بشكل أفضل ومنح كومبواريه الفرصة الكاملة للاعبين الشباب، مما خلق سرعة في الأداء خاصة في المباريات الكبيرة والجماهيرية التي ظهر الهلال خلالها بشكل قوي بسبب اختيار كومبواريه للتشكيل الأنسب". ومع ذلك لم يخف العواد استغرابه من الطريقة التي انتهجها المدرب ضد الفتح، وخوضه تلك المباراة بثلاثة محاور، مشيراً إلى أن الهلال لم يلعب بهذه الطريقة منذ زمن، وقال "طريقة لعب الفتح واضحة وهي تعتمد على 3 لاعبين في الوسط والهجوم، هم: إلتون وحمدان الحمدان وربيع سفياني، ولم يكن الهلال في حاجة إلى اللعب بثلاثة لاعبين في محور الارتكاز.. هذه الطريقة أفقدت الهلال خطورته رغم أنه كان بحاجة إلى الفوز لضمان الصدارة والابتعاد أكثر. وأعتقد أن كومبواريه لم يوفق في التشكيل بهذه المباراة، وهذا لا ينسف مجهوده في المباريات الماضية. وأعتقد أنه واحد من أفضل المدربين الذين تعاقد معهم الهلال مؤخراً". وأبان العواد أن الهلال بحاجة إلى استغلال فترة الانتقالات الشتوية والتعاقد مع لاعبين أجانب جدد مكان بيونج سوو وهرماش، واستقطاب لاعب آسيوي في مركز المحور الدفاعي، إضافة لصانع ألعاب ماهر يجيد تنفيذ الكرات الثابتة، مشدداً على أن الهلال يفتقد للاعب بهذه الخاصية، خاصة حينما يكون أداء الفريق متراجعا ويحتاج للاعب يجيد لعب الكرات السريعة وتنفيذ الركلات الثابتة.