سجلت مباريات الجولة ال15 من دوري زين السعودي تراجعاً كبيرا في المستوى الفني الذي تقدمه الفرق ال14 رغم انتهاء مباريات الدور الأول ومرور جولتين من الدور الثاني، ما يضع العديد من علامات الاستفهام حول هذا الظهور الباهت للغالبية من الأندية، أو في حال التذبذب المسيطر على مستوياتها خلال الجولات الماضية، وقد أنقذ الشوط الثاني من مباراة الفتح والهلال مباريات هذه الجولة، حينما ظهرت الإثارة والندية بشكل كبير، وحضرت معهما 3 أهداف للفريقين، إضافة إلى أهداف مباراة الشباب والفيصلي ال5 التي كانت أحد العوامل الإيجابية في إثارة مباريات هذه الجولة، خلاف ذلك لم يكن هناك ما يستحق أن يتم التوقف عنده كثيراً لا على المستوى الفني أو على المستوى التكتيكي. الفتح وأسلحة التفوق واصل فريق الفتح تقديم مستوياته الفنية اللافتة، وتحقيق النتائج الإيجابية، وكانت هذه المرة على حساب المنافس الشرس على مقعد الصدارة الهلال، وذلك في مباراة تعتبر الأفضل عطفاً على ما بذله لاعبو الفتح ميدانيا من جهد مضاعف، وبفضل تخطيط المدرب التونسي فتحي الجبال الذي استطاع بمرور الوقت اصطياد منافسه، وإجبار لاعبي الهلال على اللعب بالطريقة التي يريدها، ساعده في ذلك قراءة كومبواريه غير الواقعية، حينما استعان بثلاثي عمق الوسط الغنام وهرماش والقرني في هذه المباراة، وحرم الفريق من وجود لاعب على أطراف الملعب، إضافة لتمسكه بقناعته السابقة بالاستعانة بالزوري كقلب دفاع بجانب مانجان، هذه الإشكالات وأمام فريق منظم ومنسجم يمتلك أسلحة الارتداد السريع كانت محصلتها خسارة 3 نقاط حرمت الفريق الصدارة، ومنحت الفتح دفعة معنوية كبيرة باعتبار نقاط المباراة مضاعفة من أمام أقرب المنافسين وأحد المرشحين لنيل لقب دوري زين. مسلسل الهفوات لم يوقف "الليث" وفق فريق الشباب في خطف 3 نقاط هامة من أمام الفيصلي رغم الهفوات العديدة في خطوطه الخلفية، فاكتفى الفيصلي فقط بتسجيل هدفين من أصل بعض الهجمات القريبة من مرمى وليد عبدالله، ويحسب للشباب في هذه المباراة تنويع الهجمات، إضافة لإجادة مهاجميه الشمراني وتيجالي القيام بأدوار مزدوجة في حال استلام أو فقدان الكرة، وتعتبر هذه الأدوار هي ما يلفت في الأداء الشبابي، الذي يعتمد على الكرات الثابتة أو مبادرات الشمراني وتيجالي، إضافة للدور الجديد الذي يقوم به الشاب سعيد الدوسري، خلاف ذلك لم يكن للفريق حضور فني يستحق الإشارة إليه. النصر "منظم" مع كل مباراة يظهر فريق النصر أكثر تنظيماً منذ أن أشرف المدرب كارينيو على الفريق فنياً، هذا التطور أبطل الخطورة التي كان يحضر معها الرائد خلال المباراة، حتى اقتنص النصر هدفين في الشوط الأول أنهى معهما المباراة، وتحصل على الأهم وهي نقاط المباراة الثلاث، تاركاً للرائد نسبة الاستحواذ والسيطرة في منطقة المناورة، بالذات وأن الرائد ظل على حاله السابق بأن يفقد نقاطاً كانت قريبة منه بفضل مبادراته وأحياناً جرأته الهجومية ضد منافسية، وعطفاً على أحداث المباراة فإن الفريق لا يستحق الخروج خالي النقاط بفضل تهديد مرمى النصر بكرات خطرة، كان للمتألق عبدالله العنزي دور في حصول فريقه على نقاط المباراة، بالذات أن النصر وصل بثلاث فرص فعلية على مرمى الرائد سجل منها هدفين وأهدر واحدة، بينما المنافس وصل في 7 مناسبات لم يكتب لأحدها ولوج شباك العنزي. الاتحاد سيطرة دون تسجيل من المباريات الجيدة حسب تصنيف ال7 مباريات في هذه الجولة مباراة الاتفاق وضيفه الاتحاد التي تفوق فيها لاعبو الاتحاد على مستضيفهم بنسبه كبيرة، وبذلوا جهداً كبيراً في إجبار منافسهم على التراجع في مناطقه الدفاعية، إلا أن سوء التعامل مع الكرات القريبة من مرمى فايز السبيعي حرم الفريق من 3 نقاط كانت كفيلة بعودة جزء كبير من حظوظ الفريق للمنافسة على مقاعد الصدارة في دوري زين. ضعف تهديفي رغم الضعف التهديفي في مباريات هذه الجولة الذي وصل إلى 14 هدفا، كانت مباراة الشباب والفيصلي لها النصيب الأكبر بحضور 5 أهداف من أصل ال14، إلا أن الأمور عادت طبيعية بأن يكون التسجيل حاضرا في الشوط الثاني من كل مباراة، حينما حضرت 9 أهداف وللشوط الأول 5 أهداف، ويعتبر هذا الحضور التهديفي في الشوط الثاني عودة واقعية بعد أن كان للجولة ال14 الماضية رأي مخالف بتفوق الأهداف في الشوط الأول على أهداف الشوط الثاني، ويأتي الغياب التهديفي نتيجة غياب صناع اللعب عن الأندية السعودية، ما وضع المدربين في حيرة ما بين الاعتماد على الكرات الثابتة أو المرتدة للبحث عن أفضل طرق التسجيل. الجبال مدربا للجولة يواصل مدرب الفتح، التونسي فتحي الجبال نيل لقب الأفضلية من بين مدربي الأندية المتنافسة في الدوري نظير القراءة الواقعية التي يرسمها للاعبيه، وإجادته قراءة منافسيه، ساعده في ذلك أدوات داخل الملعب تمتلك مقومات فردية وقتالية، وتؤدي أدوارها بتركيز عال، إضافة إلى التركيز العالي بين اللاعبين، وارتفاع مستوى الانسجام والتفاهم لدرجة مكنت الفريق من إحراج الأندية الزاخرة بالنجوم، كان آخرهم الهلال الذي عجز عن حرمان الفتح من تحقيق هدف جديد بالتفوق بالفوز على الهلال ذهاباً وإيابا، نتيجتان لم يسبق لفريق صاعد حديثا تحقيقهما على حساب فريق بطولي مثل الهلال.