نفت الحكومة السودانية بشدة تسريبات إعلامية إسرائيلية تحدثت عن موافقتها على بناء قاعدة عسكرية إيرانية على البحر الأحمر. وقطع وكيل وزارة الخارجية رحمه الله عثمان بأن المعلومات التي أوردتها وسائل الإعلام العبرية عارية عن الصحة، وقال إن زيارة السفن الإيرانية لساحل البحر الأحمر لا تعني الموافقة على بقائها. وأكد رفض الحكومة المبدئي لإنشاء أي دولة أجنبية لقاعدة عسكرية داخل أراضيها. وقال "طهران ليست استثناء، وعلاقاتنا مع دول الخليج تشهد تطوراً وتقدماً ملحوظاً على كافة الأصعدة". ووفقاً لوسائل إعلام إسرائيلية فإن إيران تعتزم إنشاء قاعدة بحرية على ساحل البحر الأحمر. وتعتقد الاستخبارات الإسرائيلية أن ميناء بورتسودان، الذي شهد في الأسابيع الأخيرة وصول سفن إيرانية إليه، هو نقطة تفريغ لصواريخ إيرانية متوسطة المدى من طراز "فجر". إلى ذلك بدأت دول غربية في ممارسة ضغوط كثيفة على الخرطوم قبيل تصويت مجلس الأمن على تقرير يقدمه المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية اليوم بشأن سير التحقيقات الخاصة بدارفور. وأصدرت أمس منظمة (هيومن رايتس ووتش) تقريراً في نيروبي تعرَّض للأوضاع في السودان والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في جنوب كردفان والنيل الأزرق ودارفور. واحتوى التقرير الذي أعده مخبرون من المنظمة تسللوا خلسة للأراضي التي يسيطر عليها المتمردون على إفادات من الأهالي قال بعضهم إنهم تعرضوا للقصف مما نجم عنه إعاقتهم. وفي السياق اعتبر المبعوث الأميركي السابق لدولتي السودان برينستون ليمان أن الخرطوم تعيش أزمة حكم حقيقية وصراعاً بين أطراف السلطة وهيمنة مركزية على الأطراف الثائرة. وقال إن الولاياتالمتحدة لن تقف مكتوفة الأيدي وحقوق الإنسان تتعرض للانتهاكات الجسيمة. ويعقد مجلس الأمن في الثامن عشر من الشهر الجاري اجتماعاً للتصويت على قرار الأمن والسلم الأفريقي حول إجراء استفتاء في أكتوبر القادم لتخيير القبائل الجنوبية وحدها بين الانضمام لشمال السودان أو جنوبه وحرمان عرب المسيرية من الاستفتاء. وبدأت الحكومة جهوداً دبلوماسية مع الدول الأفريقية للحيلولة دون إجازة التقرير.