ترددت في واشنطن أنباء حول رصد الولاياتالمتحدة لاتصالات قام بها مقربون من الرئيس بشار الأسد مع سلطات من البلدان المعروفة بعلاقاتها القوية مع الرئيس السوري؛ لترتيب ملجأ آمن له ولأسرته "مع اقتراب قوات الثوار من قصر الرئاسة في دمشق. وكانت واشنطن قد استأنفت مفاوضاتها مع موسكو بحضور المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي ونائبي وزيري الخارجية في البلدين. وطرحت في واشنطن سيناريوهات متعددة لما يمكن أن يحدث عقب سقوط الأسد، الذي توقعت المخابرات المركزية أن يحدث قريبا. وتتضمن تلك السيناريوهات التوصل إلى اتفاق مع موسكو على إصدار قرار من مجلس الأمن يجيز التدخل العسكري في سورية عقب سقوط الأسد مع تقديم ضمانات لموسكو حول مصالحها في سورية في المرحلة التالية. وعلى الرغم من النفي المتكرر من قبل مسؤولين روس كبار لاحتمال أن تفاوض موسكو أي دولة أخرى على مصير الأسد، فان التفاوض يمضي على قدم وساق. وتقضي إحدى الصيغ المطروحة بتشكيل حكومة تشارك فيها قوى المعارضة وبعض المقربين من النظام فور رحيل الأسد على أن تستدعي تلك الحكومة بطلب رسمي إلى الاممالمتحدة قوات دولية للتدخل بهدف وقف ما تتوقعه الدول الكبرى من إراقة دماء في سورية عقب انهيار النظام. وفي المقابل ذكرت صحيفة "كومرسانت" الروسية أمس، أن روسيا تقاوم ضغوط الولاياتالمتحدة؛ كي تقنع الأسد بالاستقالة، وتهدد دمشق بعقوبات على أمل إنهاء الصراع. وقال تقرير الصحيفة إن "روسيا لا تعتزم إقناع الرئيس السوري بترك منصبه طواعية" مما يعزز المؤشرات على أن الفجوة ما زالت قائمة. وأشار التقرير إلى سبب يتسم بقدر أكبر من العملية لمقاومة روسيا للضغوط الأميركية وهو أن "موسكو مقتنعة بأن الأسد لن يخرج طواعية" وهي تصريحات سبق وأن كررها مسؤولون روس. وتابع أن وزيرة الخارجية الأميركية كلينتون أبلغت نظيرها الروسي سيرجي لافروف، خلال اجتماعها مؤخرا في دبلن أن حكومة الأسد ستسقط إن عاجلا أم آجلا، وأنه إذا لم تكن هناك حكومة انتقالية فمن المرجح أن تسقط سورية في الفوضى والعنف والاقتتال الطائفي.