ساد الهدوء معظم محاور طرابلس اللبنانية، فيما نفَّذ الجيش اللبناني انتشارا واسعا في منطقتي التبانة وجبل محسن وأقام حواجز ثابتة، وسير دوريات مؤللة عند الخط الفاصل في شارع سوريا، وعند الطريق الرئيس الذي يربط طرابلس بعكار. كما اختفت المظاهر المسلحة من الشوارع، وبدأت الحياة تعود تدريجيا للمدينة، حيث بدت حركة السير أكثر طبيعية من الأيام السابقة، وفتحت معظم المؤسسات العامة والخاصة أبوابها كالمعتاد. إلى ذلك تساءل رئيس الجمهورية ميشال سليمان في مستهل جلسة مجلس الوزراء أمس، “إذا سالت دماء كثيرة في طرابلس من كل الفرقاء، هل سنكون قد قللنا من إراقة الدماء في سوريا؟”، فيما قال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، “التوتر في الشرق الأوسط بلغ نقطة حرجة وشرارة واحدة كفيلة بإشعال كل المنطقة”. وكانت هيئة علماء المسلمين في لبنان قد دعت مساء أول من أمس، إلى ضرورة وقف المعارك بين منطقتي جبل محسن وباب التبانة. وحمل عضو الهيئة الشيخ بلال بارودي بعد اجتماع لكبار الشيوخ في طرابلس الجيش اللبناني مسؤولية استمرار الوضع على ما هو عليه، ودعا إلى ضرورة محاسبة من أسماهم “مثيري النعرات والفتن”.