نجح الثوار السوريون في عزل حلب عن شرق البلاد، بعد قطع الطرق التي تربط محافظة الرقة (شمال شرق) بمدينة حلب (شمالا)، إثر استيلائهم على سد استراتيجي على نهر الفرات، فيما تواصلت العمليات العسكرية في دمشق ومحيطها. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس أن "مقاتلي الكتائب الثائرة سيطروا على سد تشرين والأبنية المحيطة به في ريف حلب بعد اقتحامه الأحد إثر اشتباكات مع القوات النظامية وحصار للمنطقة دام أياما عدة". وأوضح مدير المرصد رامي عبدالرحمن أن "الاستيلاء على السد خطوة مهمة جدا، لأنها تعني عمليا قطع كل الطرق التي تصل الرقة بحلب أمام الجيش"، مشيرا إلى أن هناك "طريقا صغيرة متبقية تجتاز النهر، لكنها صعبة ووعرة جدا". ويواصل الثوار عملياتهم من أجل تضييق الخناق على القوات النظامية في مدينة حلب التي تشهد معارك دامية منذ أربعة أشهر. ويسمح السد بتوليد الطاقة الكهربائية، ويقع في الجزء الشمالي من الهضبة السورية على نهر الفرات في منطقة تبعد عن مدينة حلب 115 كلم وعن الحدود التركية 80 كلم. ويبلغ حجم تخزين بحيرة السد نحو 1,9 مليار متر مكعب، حسب موقع وزارة الموارد المائية السورية. وفي محافظة ريف دمشق، قتل تسعة أشخاص أمس بقصف تعرضت له بلدات المعظمية والزبداني وجديدة عرطوز ومنطقة الريحان ومدينة داريا وغيرها. وذكر المجلس الوطني المعارض أمس أن "أكثر من 130 شهيدا سقطوا في الأيام الماضية بداريا" وحدها، حيث ادعى النظام أنها "تحولت لحصن للإرهابيين الذين توافدوا إليها للزحف نحو العاصمة". وفي السياق، شنت طائرة حربية أمس غارة استهدفت مدرسة تضم مقر القيادة المشتركة ومقرا آخر للواء "صقور الشام" المقاتل ضد النظام على الحدود التركية، فيما انطلقت مقاتلة تركية صوب المنطقة. وفي أنقرة، أكد الجيش التركي أمس أن صواريخ "باتريوت" المقرر نشرها قرب الحدود التركية السورية ستستخدم في حماية الأراضي التركية وليس لإقامة منطقة حظر طيران فوق سورية. وقال في بيان "نشر النظام الدفاعي الجوي والصاروخي لا يهدف إلا لمواجهة أي تهديد صاروخي قادم من سورية وهو إجراء دفاعي. واستخدامه لفرض منطقة حظر طيران أو لشن عملية هجومية أمر غير وارد".