أبلغت موسكوواشنطن، عبر اتصالات دبلوماسية في الأيام الأخيرة، بالقلق الروسي من طلب تركيا نشر صواريخ باتريوت على الحدود التركية - السورية. وأشارت تقارير أميركية إلى احتمال موافقة حلف شمال الأطلسي (الناتو) على الطلب التركي في ضوء تكرار حوادث إطلاق القوات السورية النار على أهداف داخل تركيا (العضو في الحلف). وتقضي لائحة الناتو بالوقوف مع أي من أعضائه في حالة تعرضه لتهديد أمني خارجي. وأسست موسكو أسباب قلقها من القرار بأنه يعني من الوجهة العملية إمكانية أن يفرض الحلف منطقة حظر للطيران في شمال سورية تمتد إلى عمق 250 كيلومترا من الحدود مع تركيا، وذلك يعني عمليا الالتفاف حول مجلس الأمن، الذي يملك وحده حق إصدار قرار إقامة منطقة لحظر الطيران شمال سورية، عن طريق فرض تلك المنطقة كأمر واقع بواسطة الناتو. فضلا عن ذلك فإن موسكو ترى في نشر الصواريخ، تدخلا من الحلف في شؤون دولة أخرى، لأن الصواريخ ستكفل حماية خطوط إمدادات المعارضين السوريين، وستحول دون أن يستخدم الرئيس بشار الأسد طائراته في قصف قوافل نقل قوات المعارضة ومعداتها. وعلى الرغم من التصريحات المتوالية من بعض قيادات الناتو بأن الحلف سيستجيب "دون تأخير" للطلب التركي الذي قدم في 21 نوفمبر الجاري فإن من الممكن أن تطلب واشنطن إرجاء البت في الطلب إلى حين الانتهاء من التشاور مع موسكو. ولكن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو أكد أمس أنه يجب ألا يقلق أحد من استخدام صواريخ باتريوت. وتابع قائلا لقناة "سي. إن. إن" ترك "هذه الأنظمة آليات مكرسة للدفاع ولن تستخدم ما لم يكن هناك تهديد مباشر لأمن بلادنا". وأضاف "هدف هذا التحرك هو حماية حدود تركيا قدر الإمكان في وقت الأزمة. صواريخ باتريوت ستعاد حين تزول المخاطر على أمن تركيا".