شهدت العاصمة السورية معارك عنيفة لاسيما في أحيائها الجنوبية، وذلك بين قوات النظام والثوار تخللها قصف على بعض الأحياء. واستهدف القصف مدارس متفرقة في المناطق التي يسيطر عليها الثوار على امتداد أطراف دمشق. وأفاد الناشط هيثم عبدالله أن "العشرات من المدارس استهدفت من قبل القوات الحكومية في مناطق التضامن ومعضمية الشام والزبداني". وقال إن قصف القوات يستهدف تدمير المنشآت التعليمية والصحية في المناطق التي يسيطر عليها الثوار في جميع أنحاء سورية. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان في بيان أن "اشتباكات عنيفة استمرت ساعات جرت في حيي القدم والتضامن سقط خلالها عدد من القذائف على المنطقة". كما شملت المعارك محيط حي الحجر الأسود. وفي ريف دمشق، قصفت طائرات حربية مناطق عدة في الغوطة الشرقية، بحسب المرصد الذي أشار إلى تعرض مدينة الزبداني في الريف للقصف. وقال المرصد إن حلب شهدت أيضا معارك عنيفة بين جيش بشار الأسد ومقاتلي المعارضة. وتركزت الاشتباكات في محيط فرع المخابرات الجوية وشارع النيل في المدينة، في حين تعرض حي الشعار للقصف من القوات النظامية. وشن المعارضون هجوما واسع النطاق على قاعدة تابعة للجيش عند أطراف المدينة. وقال المرصد إن الهجوم تسبب في خسائر جسيمة في الأرواح. وفي محافظة حمص أفاد المرصد وناشطون عن تعرض مدينة الرستن التي تحاول القوات النظامية اقتحامها منذ أشهر، للقصف العنيف ما تسبب بمقتل امرأة. أما في محافظة الحسكة فقد أفاد المرصد "بهدوء يسود مدينة رأس العين الحدودية مع تركيا في ظل جهود يقوم بها بعض الأطراف للوصول إلى مصالحة" بين المقاتلين الأكراد والمعارضين الذين دخلوا المدينة في التاسع من نوفمبر بعد معارك دامية مع القوات النظامية انتهت بانسحاب هذه الأخيرة. ووقعت خلال الأيام الماضية معارك بين مقاتلين من "جبهة النصرة" ولواء "غرباء الشام" الإسلاميين من جهة ومقاتلين من "لجان حماية الشعب الكردي" التابعة للهيئة الكردية العليا التي يعتبر حزب الاتحاد الديموقراطي أبرز مكوناتها من جهة ثانية. ويطالب الأكراد بإدارة ذاتية لمناطقهم. ورغم أن كثيرا منهم منضو في إطار الجيش السوري الحر الذي يقاتل النظام السوري، إلا أنهم يطالبون بخروج مقاتلي المعارضة من مناطقهم. وأدت أعمال العنف في مختلف مناطق مختلفة سورية أمس إلى مقتل 61 شخصا هم 22 مدنيا و22 مقاتلا معارضا و17 عنصرا من قوات النظام. وبين الضحايا 21 قتيلا سقطوا في دمشق ومحيطها.