اتهم جنوب السودان الجيش السوداني بشن هجوم داخل أراضيه، في ولاية شمال بحر الغزال، كما حمل رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت الخرطوم مسؤولية تأخير ضخ النفط من دولته في المواعيد المقررة بسبب الترتيبات الأمنية. وقلل ميارديت من حديث الخرطوم عن علاقة جنوب السودان والمتمردين السودانيين في النيل الأزرق وجبال النوبة، مضيفاً "أن الخرطوم ربما فشلت في إدارة حربها في السودان، وتتهم جنوب السودان لإيجاد شماعة لمشكلاتها". وقال ميارديت فى احتفال بمناسبة وضع حجر الأساس لمصفاة تانقريال التي تعد الأولى في البلاد. إن إنشاء المصفاة يأتي كخطوة للاعتماد على الذات، بدلاً من تصفية النفط الجنوبي في الخارج. وجدد كير قوله إن المشاكل مع السودان لم تنتهِ بعد، مضيفاً أن هناك مناطق كثيرة في شمال ولاية أعالي النيل لم يتم حسم تبعيتها حتى الآن، بالإضافة إلى عدم تنفيذ اتفاقية الحريات الأربع بين الدولتين. وشدد كير على أن بلاده لا تريد الحرب مع السودان، وأنها حريصة على إنفاذ اتفاقيات التعاون مع الخرطوم، لافتاً إلى مهلة الأممالمتحدة بشأن حل قضية أبيي التي ستنتهى في التاسع من ديسمبر. وكان الناطق باسم جيش جنوب السودان، العقيد فيليب أقوير، قال إن الجيش السوداني شن هجوماً جديداً استهدف منطقة كير آديم بولاية شمال بحر الغزال، مما أدى إلى مقتل ستة أشخاص من أسرتين، بينهم طفلان وامرأتان. وقال أقوير إن الهجوم شنته طائرة أنتونوف سودانية ظهر الاثنين، واصفا الهجوم بأنه فاضح وخرق للاتفاقية الموقعة مع جنوب السودان في أديس أبابا. من جانبه، طالب متحدث باسم المؤتمر الوطني الحاكم دولة جنوب السودان بإظهار الجدية اللازمة حيال تنفيذ الاتفاقيات الموقعة بين البلدين فى أديس أبابا، وشدد على عدم وجود أي اتجاه لتنفيذ تلك التفاهمات جزئيا. وتمسك المتحدث باسم الحزب الحاكم بدر الدين أحمد إبراهيم بتطبيق الملف الأمني أولا واعتبره الأساس في تتفيذ كل الاتفاقيات، وجزم بأن الاتفاق على البترول لا يحقق الجدية في العلاقات لكنه يحقق المصالح الاقتصادية، وجدد اتهامة لحكومة الجنوب بدعم الحركات المتمردة، مؤكدا أن حكومة الجنوب لم تفك الارتباط مع قطاع الشمال. وقال بدرالدين إن الكرة الآن في ملعب دولة الجنوب إذا أرادت المضي في تنفيذ الاتفاقات بكل جدية فإن السودان جاهز. كما قلل المتحدث من توجيه الإدارة الأميركية بإعادة ضخ البترول، وقال إن واشنطن ليست صاحبة سلطة لترسل أي توجيه، مبينا أن الاتفاقات التي وقعت بين الدولتين أبرمت في إطار مجلس السلم والأمن الأفريقي، ويجب أن لا تتدخل أي جهة أخرى حتي تتيح الفرصة للمجلس الراعي للاتفاق للتحدث عن ترتيبات الاتفاق وتقدير مدى الجدية والمصداقية.