تواصلت الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، رغم الوساطة المصرية التي أثمرت عن بوادر اتفاق سعت إسرائيل إلى نسفه عبر إصرارها على وقف النار فورا، فيما اشترطت حماس وقفا للنار والاغتيالات ورفع الحصار عن القطاع دفعة واحدة. وأكد رئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل في مؤتمر صحفي من القاهرة أن المقاومة الفلسطينية أثبتت بسالة وشجاعة منقطعة النظير، وقال "انقلب السحر على الساحر، فبدت إسرائيل المسلَّحة والمستعدة للعدوان خائفة من رد الفعل الفلسطيني الذي فوجئت به". وأشاد بالدور المصري المساند للشعب الفلسطيني. وكانت الغارات الإسرائيلية على القطاع قد تواصلت أمس، رغم الجهود الدولية المبذولة لفرض التهدئة، فلليوم السادس على التوالي شنَّت طائرات الاحتلال فجر أمس غارات جوية على القطاع، مما أدى إلى مقتل 10 أشخاص. وأشارت مصادر مطلعة إلى مقتل 3 مزارعين في بلدة القرارة جنوب القطاع، إضافة إلى إصابة طفلة بجروح خطيرة". كما قتل 3 آخرون في غارة أخرى على دير البلح وسط غزة. بدوره أعلن المتحدث باسم وزارة الصحة في حكومة حماس المقالة أشرف القدرة، وفاة 4 أشخاص بينهم 3 أشقاء في غارة استهدفت منزلا في حي الزيتون بمدينة غزة، بعد منتصف ليل أول من أمس. وبذلك يرتفع إلى 93 عدد القتلى منذ بدء العملية الإسرائيلية، إضافة إلى أكثر من 700 جريح، حسبما أعلنت لجنة الإسعاف والطوارئ في غزة أمس. إلى ذلك قام طيران الاحتلال بتدمير مبنى شرطة مدينة غزة بالكامل. كما قامت سفنه الحربية بقصف القطاع ليلاً. في المقابل دوت صافرات الإنذار في تل أبيب. ثم أعلنت مصادر مطلعة إصابة 7 إسرائيليين بجروح، فيما أصابت الأضرار مبنى مؤلفا من 4 طوابق. وأعلن الجيش أن 846 صاروخا على الأقل أطلق منذ الأربعاء على إسرائيل، وأن نظام القبة الحديدية اعترض 302 منها. على صعيد الجهود الدبلوماسية الهادفة لوقف العنف، وصل مسؤول إسرائيلي أول من أمس إلى القاهرة، حيث تتواصل المحادثات من أجل التوصل إلى تهدئة. كما دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس شعبه إلى "مواصلة التحرك السلمي، وتصعيده ضد الاحتلال الذي يواصل عملياته العسكرية في قطاع غزة". وطالب بعقد اجتماع عاجل يضم القيادات الفلسطينية بمشاركة حركتي حماس والجهاد الإسلامي؛ لمواجهة تطورات الأحداث. من جانبه، أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث، أن هناك تنسيقا كاملاً بين الرئيس محمود عباس، ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، حول ما يجري من مفاوضات الآن لوقف إطلاق نار شامل بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة. وقال في تصريحات صحفية أمس: إنه التقى مشعل ونائبه موسى أبو مرزوق، وأطلعاه بشكل كامل على مجريات المفاوضات التي تجري حاليا مع المندوب الإسرائيلي الموجود حاليا في القاهرة بوساطة مصرية. وأضاف أن مشعل أبلغه بأن المفاوضات دخلت مرحلة جادة لوقف إطلاق النار. من جهة أخرى، أشعل مستوطنون يهود صباح أمس النار في مسجد شمال الضفة الغربية. ونقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية (وفا)، عن مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس القول: إن مجموعة من المستوطنين حاولوا إحراق مسجد الرباط في قرية عوريف بمحافظة نابلس. وقال: إن مجموعة منهم وصلوا المسجد مع ساعات الفجر الأولى، وأضرموا النار في سجاد المسجد.