أعادت مباراة المنتخبين السعودي والأرجنتيني الودية مساء الأربعاء الماضي، المقولة المشهورة "للنجاح ألف أب.. والهزيمة يتيمة"، بعد فضيحة الاستقبال غير اللائق لنجوم "التانجو"، وخصوصا اللاعب "ميسي"، وتنافس الجميع في التخبط وسوء التنظيم، ابتداء من مدير المنتخبات حينها محمد المسحل مرورا بإدارة المطار والجهات المسؤولة عن الاستقبال. وعندما انفضح الأمر أمام أعين العالم كافة، تسابق الجميع في تقاذف كرة الفشل والفضيحة، فكل يحاول رميها في ملعب الآخر، فالمسحل وهو يقف على هرم الجهة المخولة بمثل هذه الأمور، رفع يديه عن الموضوع وكأنه لا يعنيه شيء، وقذف الكرة في ملعب إدارة المطار والجهات الأمنية التي كان تواجدها مبالغا فيه. وبعد أن استشعر لاعبو المنتخب المسؤولية وحققوا التعادل مع الضيوف، سابقهم المسحل للظهور على شاشات الإعلام وصفحات الصحف، محاولا الظهور بدور البطل والمنقذ، مستغلا التعادل لتبرئة نفسه، وعند مواجهته بالفضيحة التي حصلت ومحاصرته بالصورة الشهيرة، وزع التهم جزافا على الإعلام بعدم المهنية وتشويه سمعة الوطن، متناسيا أن الفريق الضيف هو الأرجنتين، ووجوده في أي مكان يضعه تحت مجهر الإعلام في كل أنحاء العالم. هروب المسحل من الاعتراف بالخطأ وعدم تحمل المسؤولية كرر الأسطوانة التي اعتاد المواطن سماعها من المسؤولين، عند المصائب أو الفشل في تحقيق تطلعات المواطن، وتسابقهم على "الترزز" الإعلامي عند إي نجاح، متقمصين دور الأبطال، وقد خفي على مدير المنتخبات السابق أن العالم أصبح منظومة متكاملة في ظل الثورة الإعلامية والتكنولوجية، فقد كان الفارق بين بث الصورة الشهيرة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وبين وصولها إلى جميع أنحاء العالم مجرد دقائق بسيطة لا تزيد عن الخمس أو أقل، كما خفي عليه أو حاول تجاهل ذلك أن المنتخب السعودي بجميع فئاته يعيش أسوأ فتراته حتى وإن تعادل مع الأرجنتين، فقد أصبحنا ندرة ونكتة على مستوى العالم، وخير دليل تصريح نجم إسبانيا الشهير تشافي بأن وجود المنتخب السعودي في كأس العالم يضعف قوة المسابقة، وأكد ذلك بخماسية إسبانيا. وجاء ختام العام مريرا، فبعد تتويج اللاعبين السعوديين بجائزة أفضل لاعب على مستوى القارة عدة أعوام (أربع مرات)، أو حتى وجودهم كمنافسين عليها خلت القائمة منهم هذا العام حتى قائمة المرشحين، فأي مهنية تجرؤ على الحديث عنها أيها المسحل؟ فالمهنية في أي مجال هي أن تتقن عملك دون محاولة التنصل عن المسؤولية.