أكد إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتورعبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس، في خطبة الجمعة أمس، أنه في مطلع عامنا الهجري الوليد، لابد أن نعيش الأمل والتفاؤل، فمع أن أمتنا لاتزال رهينة المآسي والنكبات، والشتات والملمات، فلا ينبغي أن يحمل ذلك على الإدلاج في سراديب الإحباط، والولوج في غياهب اليأس، وقال: ليس أنجع في ساعة اليأس والقنوط من إعمال سيف الأمل البتار، والادِّراع بالتفاؤل والاستبشار، فالأمل يُخَفِّفُ عناء العمل، ويَذْهب باليأس والقنوط والملل، وبعد حُلْكة الليل الشديد، تُشْرق شمس يوم جديد. وأردف قائلا: ها هو واقعنا خير شاهد عيانْ، وأصدق منبئ وبُرْهانْ، فكم من أمم وانية عَزَّتْ من بعد همود، ونهضت بعد خمود، وها هي فلول الظلم والطغيان في بلاد الشام تَحْسِب سُوَيْعات حياتها وإن كانت في عُقْر القلاع الحصينة المَشِيدة، فالبشائر تأتي بتضييق الحصار، ونِعِمَّا هي الأخبار"هَذَا وَإِنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ". وعن أهلنا وإخواننا في فلسطين بلد الأقصى الأسير، قال الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس: أبشروا بالنصر الأثير بعدما فُتِحت المعابر وخُفِّفَ الحصار مما يزيد التفاؤل والاستبشار، فإننا نؤمل الفَرَج، بعد الشِّدَّة والحرج، واليسر من بعد الضيق والعسر، وإننا لنتفاءل -بإذن الله- بانبلاج صبح النصر المبين لإخواننا في بلاد الشام، وفي فلسطين وبورما، فالنصر للإسلام، وإن تكالب اللئام، ونشروا التدمير والإرهاب والإجرام، مؤكدا أن ذلك سنة الله في خلقه. وتابع إمام وخطيب المسجد الحرام قائلاً: أمة النصر الموعود: ليكن منكم بحسبان أن الأمل والتفاؤل لحمتهما وسداهما التطور والتجديد ونبذ الرَّتَابة والنَّمطية، فهما للكسل والخمول نعم المطية، مع المحافظة على الثوابت والأصول، فبهما يتم المراد والمحصول، فابدؤوا مع بداية العام بالجِدِّ والاجتهاد، والتفاؤل بالنصر والأمجاد. ودعا الشيخ الدكتورعبد الرحمن السديس في ختام خطبته، المسلمين إلى أن يستفتحوا عامهم الجديد بتوبة نصوح من الزلاَّت والسيئات، والداوم على الأعمال الصالحات، والإكثار من القُرُبَات والطاعات، وأن يسَجِّلُوا في صحائف عامهم هذا ما يَسُرهم في دنياهم وأُخْراهم. وفي المدينةالمنورة، أكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي في خطبة الجمعة أمس، أن من أعظم الحوادث في التاريخ البشري هجرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم من مكةالمكرمة للمدينة المنورة بأمر الله تعالي التي جعلها نصرا لنبيه صلى الله عليه وسلم وجعل الله هذه الهجرة فاتحة نصر للإسلام إلى يوم القيامة. وقال إن المسلم في هذا الزمان إذا لم يدرك فضل الهجرة فقد فتح الله له باب هجره أخرى فيها عظيم الأجر والثواب فقد يسر الله للمسلم في هذا الزمان أن يهاجر بقلبه إلى الله من الشرك كله إلى التوحيد ومن المعصية إلى الطاعة ومن المعوقات عن عبادة الله إلى الاجتهاد بالعبادة ومن الهوى إلى ما يحب الله ورسوله عليه الصلاة والسلام.