دعا إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس المسلمين في بداية العام الجديد إلى الأمل والتفاؤل. وأكد في خطبة الجمعة من المسجد الحرام أنه لا ينبغي أن تحمل نكبات الأمة وشتاتها ومآسيها وملماتها، الإدلاج في سراديب الإحباط، والولوج في غياهب الشتات والشماط، مستشهدا بقوله تعالى: (ولا تيأسوا من روح الله إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون)، (ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون). وطالب الدكتور السديس في ساعة اليأس والقنوط بإعمال سيف الأمل والإدراع بالتفاؤل والاستبشار، مشيرا إلى أن العمل يخفف عناء العمل، ويذهب اليأس والقنوط والملل، مبينا أنه بالتفاؤل والأمل تتدفق روح العزيمة، وتتألق نسمات النبوغ، وتتأنق بواعث الثقة والتحدي، وهذه الأخاذة هي من أزاهير الشرعية الربانية والسيرة المحمدية. وأوضح الدكتور السديس أن حياة الرسول صلى الله عليه وسلم أنموذج عملي للتدرع بالتفاؤل والأمل والاستبشار في أحلك الأزمات والنوازل والملمات، متفائلا بالنصر القريب للمضطهدين في فلسطين وسوريا وبورما، مشيرا إلى أن النصر للإسلام وإن تكالب اللئام نشروا التدمير والإرهاب والإجرام، لقول الله تعالى: (ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم). وأشار السديس إلى أن الأمل والتفاؤل لحمتهما وسداهما التطور والتجديد ونبذ الرتابة والنمطية مع المحافظة على الثوابت والأصول، مطالبا بالبدء في العام الجديد بالجد والاجتهاد والتفاؤل بالنثر والأمجاد. وبين أن استهلال عام هجري جديد يذكر بحدثين عظيمين جليلين فيهما النصر والتمكين يبعثان في النفس التفاؤل والأمل، هما: «يوم عاشوراء» ذلك اليوم الذي أنجى الله فيه موسى عليه السلام، ولذلك صحت السنة بفضل صيامه عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، أما الثاني: فهو هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، فهو حدث عظيم فيه من الفوائد والفرائد ما لا تحويه أجلاد ولا يوفيه جلد ولا اجتهاد، وأن ذكراها تزيد الشوق للنبي الحبيب صلى الله عليه وسلم وشمائله الزكية وأخلاقه القيمة. ودعا السديس في ختام خطبته، المسلمين إلى استفتاح عامهم الجديد بتوبة نصوح من الزلات والسيئات، والدوام على الأعمال الصالحات، والإكثار من القربات والطاعات، وتسجيل ما يسر في الدنيا والآخرة في صحائف العام. وفي المدينةالمنورة، طالب إمام وخطيب المسجد النبوي الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبة الجمعة أمس من المسجد النبوي الاعتبار بتعاقب الليل والنهار، مبينا أن على المؤمن استغلال أوقاته ويودعها أعماله الصالحة عند ربه. وأكد أن العام الجديد يذكر بهجرة الرسول صلى الله عليه وسلم، مشيرا إلى أنها فتح ونصر للإسلام، وأجرها باقٍ للجميع، مشددا على تجاوز ما فات وتدارك ما بقى.