أكد وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل على ضرورة وجود إرادة دولية جادة تضع حدًا سريعًا للمأساة الإنسانية المتفاقمة في سورية وتمهد الطريق لإزالة طغيان النظام والبدء في عملية انتقال السلطة بالاستناد إلى قرار دولي صريح من مجلس الأمن. وقال في كلمته أمام الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي الثاني في القاهرة أمس "أتطلع إلى جهود أوروبية أكثر في اتجاه توحيد الإرادة الدولية لمعالجة الأزمة". إلى ذلك يبحث وزير الخارجية الروسي في الرياض اليوم مع نظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي الأزمة السورية وتطوراتها. وقال الأمين العام للمجلس عبداللطيف الزياني "إن الاجتماع يأتي في ظل إمعان النظام السوري في استخدام آلته العسكرية في سفك دماء الشعب السوري، وفي ضوء تشكيل الائتلاف الوطني، الذي اعترفت به كل من واشنطن وباريس. أكد وزيرالخارجية الأمير سعود الفيصل ضرورة وجود إرادة دولية جادة تضع حدًا سريعًا للمأساة الإنسانية المتفاقمة بسورية، وتمهد الطريق لإزالة طغيان النظام الجائر، والبدء في عملية انتقال السلطة بالاستناد لقرار دولي واضح وصريح من مجلس الأمن. وأعرب في كلمته أمام الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي الثاني بالقاهرة أمس، عن تطلعه لجهود أوروبية أكثر لتوحيد الإرادة الدولية لمعالجة الأزمة السورية، وتوفير سبل الدعم اللازم في إطار موقف مشترك لمساندة الشعب السوري وتحقيق طموحاته المشروعة. وأوضح أنه مضى على الأزمة السورية أكثر من عام ونصف، شهدت مبادرات عربية ودولية، إلا أن أيا من هذه الجهود لم تستطع تحقيق أهدافها في الإيقاف الفوري للحرب الشعواء التي يمارسها النظام ضد شعبه أو إنهاء طوفان مئات الألوف من اللاجئين والنازحين، وذلك في ظل غياب إرادة دولية تضع حداً سريعاً لهذه المأساة الإنسانية المتفاقمة وتمهد الطريق لإزالة طغيان النظام الجائر بسورية والبدء في عملية انتقال السلطة بالاستناد إلى قرار دولي واضح وصريح من مجلس الأمن. وتابع "رحبت حكومة المملكة بتشكيل الائتلاف الوطني السوري، ونأمل أن تنضوي تحت لوائه جميع أطياف المعارضة في الداخل والخارج باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري". وحول الملف النووي الإيراني، قال إن المملكة ما زالت عند موقفها المؤازر لجهود (5+1) الرامية لحل هذه الأزمة بالطرق الدبلوماسية ومواجهة هذا التحدي الإيراني الذي يشكل تهديدا واضحا ليس فقط على أمن واستقرار الخليج بل وعلى الأمن الدولي. وقال "إننا ما زلنا عند اعتقادنا الراسخ بأهمية إعلان منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسحة النووية بكل أشكالها وأنواعها". واستطرد إن الممكة تقدر في نفس الوقت أهمية الحوار والتلاقي بين الشعوب والحضارات، ويقود هذا التوجه خادم الحرمين الشريفين من خلال مبادرته للحوار بين أتباع الديانات والثقافات التي تؤكد على أهمية نشر ثقافة التسامح والتفاهم وتعزيز الحوار والتعاون فيما بينها. وتابع، وقد أثمرت هذه الدعوة عن إنشاء مركز عالمي في فيينا يكون نقطة تلاق للداعين لمبدأ الحوار والمناصرين لقيم التسامح والعيش المشترك، وسيتم بمشيئة الله، افتتاح مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز للحوار بين أتباع الديانات والثقافات يوم 26 نوفمبر الجاري الذي نتطلع أن يكون لبنة قوية لترسيخ مبدأ الحوار والعيش المشترك بين مختلف الديانات والثقافات. وبدوره أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن "دائرة العنف تدفع بسورية للانهيار بسبب "تصلب السلطة التي استخدمت كل أنواع الأسلحة أمام عجز مجلس الأمن عن تحمل مسؤولياته لوقف نزيف الدم هناك". وأعرب في كلمته خلال الاجتماع عن أمله في أن تنضم بقية تيارات المعارضة للائتلاف الوطني، داعيا الدول للاعتراف به وتقديم الدعم لمهمة مبعوث الأممالمتحدة وجامعة الدول العربية إلى سورية الأخضر الإبراهيمي. من جانبها، رحبت الممثلة العليا للسياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، بالأبعاد الجديدة للتعاون مع الجامعة العربية، خاصة فيما يتعلق بإدارة الأزمات، داعية إلى دعم الشعب السوري "لإيجاد سلام دائم". وأكدت أمام الاجتماع أهمية دعم جهود الإبراهيمي في محاولة التوصل إلى حلول بين النظام والمعارضة. وأصدر الاجتماع الوزاري العربي الأوروبي المشترك في ختام أعماله بالقاهرة أمس بيانا ختاميا باسم "إعلان القاهرة". وطالب البيان الحكومة السورية بالوقف الفوري والشامل لكافة أشكال العنف والقتل. وعبر الوزراء عن القلق البالغ إزاء تدهور الأوضاع الإنسانية في سورية وتداعياته الخطيرة وخاصة نزوح ما يزيد عن 5ر2 مليون مواطن إلى دول الجوار. ورحب الإعلان باتفاق المعارضة السورية، واعتبره خطوة هامة نحو تشكيل معارضة تمثيلية واسعة، وأكدوا مجددا دعمهم الكامل لمهمة الإبراهيمي، وطالبوا التحالف الوطني بالبدء في حوار موسع في إطار السعي نحو انتقال سلمى للسلطة . كما أكد الوزراء الحاجة لعملية انتقال سياسي حقيقية وفق جدول يتفق عليه مجلس الأمن على أن يلبي المطالب المشروعة للشعب السوري وإنشاء هيكل مؤسسي انتقالي. وأكدوا مجددا ضرورة مواصلة الجهود في إطار بيان جنيف للاتفاق على قرار من مجلس الأمن يطالب بالوقف الفوري لإطلاق النار ملزما لجميع الأطراف.
وزير الخارجية يلتقي مرسي ويتفقد السفارة القاهرة: واس استقبل الرئيس المصري محمد مرسي بمقر رئاسة الجمهورية في القاهرة أمس وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، بحضور سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر مندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أحمد بن عبدالعزيز قطان، ووكيل وزارة الخارجية للعلاقات الثنائية الدكتور خالد الجندان. وأوضح المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية الدكتور ياسر علي أنه تم خلال اللقاء بحث العلاقات الثنائية بين البلدين الشقيقين وسبل تدعيمها وتعزيز التعاون المشترك بينهما في المجالات كافة، فضلا عن العديد من القضايا التي تهم المملكة ومصر، إلى جانب استعراض جهود اللجنة الرباعية لحل الأزمة السورية ودور المملكة لحل هذه الأزمة. من جهة أخرى، تفقد الأمير سعود الفيصل مبنى مكاتب سفارة خادم الحرمين الشريفين لدى مصر والقنصلية وسكن الموظفين الجديد الذي أوشك على الانتهاء. ورافقه في الجولة التفقدية سفير خادم الحرمين الشريفين لدى القاهرة مندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية أحمد بن عبدالعزيز قطان. وزراء "الخليجي" ولافروف بالرياض اليوم الرياض: واس أوضح الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عبداللطيف الزياني أن وزراء خارجية دول مجلس التعاون سيعقدون اليوم (الأربعاء) اجتماعا مع وزير خارجية روسيا سيرجي لافروف في مقر الأمانة العامة للمجلس بالرياض، لبحث الأزمة السورية وتطوراتها في ظل إمعان النظام السوري في استخدام آلته العسكرية في سفك دماء الشعب السوري وتدمير مدنه، وفي ضوء تشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي تم الاتفاق عليه في الدوحة. وقال في بيان أمس إن هذا الاجتماع يأتي سعيا من دول المجلس لوضع حد لمعاناة الشعب السوري، بتحقيق انتقال سياسي سريع للسلطة، يوقف سفك دماء الأبرياء، ويحقق تطلعات الشعب السوري وآماله في بناء دولة موحدة يسودها القانون، وتحفظ حقوق وكرامة جميع أطيافه ومكوناته.