رحب الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية بتشكيل الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية الذي جرى في الدوحة، معربا عن أمله أن تنضوي تحت لوائه جميع أطياف المعارضة في الداخل والخارج باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري. جاء ذلك خلال كلمة الفيصل في الاجتماع الوزاري (العربي الأوروبي) في القاهرة أمس. وأشار إلى أن ما يحدث في سوريا، يأتي في ظل غياب إرادة دولية جادة تضع حدا سريعا لهذه المأساة الإنسانية المتفاقمة وتمهد لإزالة طغيان النظام الجائر في سورية والبدء في عملية انتقال السلطة بالاستناد إلى قرار دولي واضح وصريح من مجلس الأمن. وقال إننا نتطلع إلى جهود أوروبية أكثر في اتجاه توحيد الإرادة الدولية لمعالجة هذه المشكلة، وتوفير سبل الدعم اللازم على الصعد السياسية والأمنية والإنسانية في إطار موقفنا المشترك لمساندة الشعب السوري وتحقيق طموحاته المشروعة. وفيما يتعلق بالملف النووى الإيراني، جدد موقف المملكة المؤازر لجهود مجموعة (5+1) الرامية إلى حل هذه الأزمة بالطرق الدبلوماسية، مشيرا إلى أن مواجهة التحدي الإيراني يشكل تهديدا واضحا ليس فقط على أمن واستقرار منطقة الخليج بل على الأمن الدولي عموما. وشدد الفيصل على أهمية إعلان منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل والأسلحة النووية بكل أشكالها وأنواعها، موضحا أن التغيير والتطور لا بد وأن يأتي من رحم ثقافات الدول و بإرادة شعوبها وبمعزل عن أي تدخل خارجي يرمي إلى فرض نماذج ونظم خارجية. وقال إن المملكة تقدر في نفس الوقت أهمية الحوار والتلاقي بين الشعوب والحضارات، يقود هذا التوجه خادم الحرمين الشريفين من خلال مبادراته للحوار بين أتباع الديانات والثقافات، التي تؤكد على أهمية نشر ثقافة التسامح والتفاهم وتعزيز الحوار والتعاون فيما بينها. وقد أثمرت هذه الدعوة عن إنشاء مركز عالمي في فيينا يكون نقطة تلاق للداعين لمبدأ الحوار والمناصرين لقيم التسامح والعيش المشترك، وسوف يتم افتتاح مركز الملك عبدالله بن عبدالعزيز للحوار لأتباع الديانات والثقافات يوم 26 نوفمبر الجاري، الذي نتطلع أن يكون لبنة قوية لترسيخ مبدأ الحوار والعيش المشترك بين مختلف الديانات والثقافات. ورحب وزراء الخارجية العرب والأوروبيون في «إعلان القاهرة» الذي أصدروه في ختام اجتماعهم المشترك، بتشكيل الائتلاف الوطني السوري للمعارضة والقوى الثورية. واعتبروه خطوة مهمة في تشكيل معارضة تمثيلية واسعة. وأكدوا الحاجة إلى انتقال سياسي حقيقي وفق جدول زمني يتفق عليه من قبل مجلس الأمن الدولي على أن يلبي المطالب المشروعة للشعب السوري وإنشاء هيكل مؤسسي انتقالي. وفي الشأن الفلسطيني شددوا على ضرورة استمرار دعم الجهود المبذولة لإقامة الدولة الفلسطينية، مؤكدين أن السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط هو الهدف الإستراتيجي والحيوي لاستقرار المنطقة..