كشف المسؤول الكبير السابق في الإدارة الأميركية المقرب من رئيس الوزراء الإسرائيلي دينيس روس عن خطة لبناء الثقة بين الفلسطينيين دون الحديث عن خطوات للتوصل إلى اتفاق سلام. وبحسب روس الذي كان يتحدث في لقاء في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى فإن خطته تقوم على أساس رفض الخطوات الانفرادية وإعادة بناء الثقة بين الطرفين، وهو ما يتطلب من إسرائيل أن تقوم بتعويض المستوطنين المستعدين لإخلاء بيوتهم في الضفة الغربية والعودة إلى داخل إسرائيل، وبناء مساكن بديلة لهم؛ والعمل على دعم الاقتصاد الفلسطيني، وتخفيف القيود على الفلسطينيين في منطقتي "ب" و "ج"؛ وإعطاء السلطة الوطنية سلطات أمنية في المنطقة "ب"؛ وألا تتوغل إسرائيل تحت أي ظرف في المنطقة "أ" التي تقع تحت سيطرة السلطة الكاملة. أما بالنسبة للفلسطينيين فيرى روس أن عليهم اتخاذ خطوات تنص على وضع إسرائيل على الخارطة، ووقف التحريض ضد اليهود، والإقرار بارتباط الطرفين التاريخي بهذه الأرض؛ وتهيئة الشعب الفلسطيني لتقبل السلام؛ والعمل على بناء مخيمات للاجئين وإنقاذ الفلسطينيين الذين يقيمون فيها من الأوضاع البائسة التي يعيشونها؛ والاستمرار في بناء مؤسسات الدولة لإثبات أهليتهم للحصول عليها؛ والنظر للإسرائيليين على أنهم بشر خاصة أن خبرة الفلسطينيين تقتصر كثيراً من الأحيان على مواجهة الجنود الإسرائيليين، والبدء بالتبادل في إرسال الشبيبة لإسرائيل، ربما ابتداءً من الصف الثالث أو الرابع. من جهة ثانية أعلنت الرئاسة الفلسطينية رسمياً بدء الإجراءات القانونية لطرح طلب العضوية الفلسطينية في الأممالمتحدة على التصويت. وقال المتحدث باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة في تصريحات صحفية أمس "مسودة مشروع القرار وزِّعت على الدول الأعضاء بانتظار إنهاء بعض الإجراءات القانونية. ونحن ذاهبون إلى المنظمة الدولية وسنحصل على مكانة دولة غير عضو، وستكون القضية الفلسطينية في مرحلة عصر جديد وتحديات كبيرة". وأضاف "بعد تحقيق هذا الهدف سيكون الشعب الفلسطيني جاهزا لمفاوضات تشمل جميع قضايا الحل النهائي وعلى رأسها القدس واللاجئون". وأضاف أن السلطة الوطنية ملتزمة بالثوابت التي أقرتها المجالس الوطنية والقمم العربية ولن يكون هناك أي اتفاق إلا في حال حصوله على تأييد الشعب الفلسطيني في استفتاء عام. وتابع "إما أن تقوم دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية أو أن يكون هناك عدم استقرار في الشرق الأوسط". وفي شأن التعويل على الموقف الأميركي بعد فوز الرئيس باراك أوباما بولاية ثانية، قال "على الولاياتالمتحدة أن تعلم أنه بدون حل للصراع العربي- الإسرائيلي لا أمن ولا استقرار في المنطقة". من جانبه دعا كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات إلى "عدم الالتفات إلى الشائعات وبالونات الاختبار وحملات التشويه التي بدأت إسرائيل تشنها ضد الرئيس محمود عباس ومنظمة التحرير والقيادات الوطنية". وقال "الدول العربية والإسلامية وافقت بالإجماع على طرح مشروع قرار في الجمعية العامة لرفع مكانة فلسطين إلى دولة غير عضو على حدود 1967 وعاصمتها القدسالشرقية، والقمة الاستثنائية لمنظمة التعاون الإسلامي التي عقدت في مكةالمكرمة في أغسطس الماضي، والمجلس الوزاري العربي الذي عقد في القاهرة في سبتمبر المنصرم أقرا هذه الخطوة". كما دعا خلال لقاءات منفردة مع قناصل إسبانيا وبلجيكا وبريطانيا والسويد دول الاتحاد الأوروبي للتصويت لمصلحة مشروع القرار الذي اعتبره انتصاراً للسلام والديموقراطية والحرية والاستقرار". إلى ذلك رأى عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث أنه من المستحيل أن يكون هناك موقف أوروبي موحَّد من الطلب الفلسطيني في الأممالمتحدة، وقال "سيترك المجال لكل دولة كي تصوت كيفما تريد، وهذا بالضبط ما نريده".