حذر المجلس الوطني السوري في الدوحة من "استهدافه ومحاولات تصفيته من خلال المبادرة الجديدة المدعومة أميركيا، التي تهدف إلى قيام قيادة جديدة أكثر تمثيلا للمعارضة السورية"، مؤكدا على دوره المحوري في العمل المعارض. كما وجه لوما شديدا إلى المجتمع الدولي الذي قال: إنه لا يفعل شيئا لإنهاء معاناة السوريين. وأكد رئيس المجلس عبدالباسط سيدا، في اجتماع الهيئة العامة للمجلس في الدوحة مشاركة المجلس في الاجتماع الموسع للمعارضة في الدوحة بناء على مبادرة المعارض رياض سيف. إلا أنه حذر من أن أي استهداف للمجلس سيطيل عمر الأزمة، مؤكدا ضرورة أن يكون المجلس "الركن الأهم" في العمل المعارض. وقال سيدا: إن "مجموعة أصدقاء سورية وعدتنا الكثير، ولم تفعل سوى القليل، الذي لا يرتقي أبدا إلى حجم المأساة والمعاناة" في سورية. وذكر سيدا "الأصدقاء والأشقاء في مجموعة أصدقاء الشعب السوري بأن أصدقاء النظام السوري يمدونه بكل شيء، يمدونه بالسلاح والمال والرجال والتغطية السياسية في حين أصدقائنا على كثرتهم لم يتمكنوا حتى الآن من استصدار مجرد قرار ملزم يدين جرائم النظام مجرد إدانة". وبدوره، أبدى الرئيس السابق للمجلس برهان غليون، تحفظه الواضح إزاء مبادرة رياض سيف، موجها انتقادا شديدا لواشنطن. وقال غليون: "نرفض الصيغ الجاهزة والمجلس يرفض المشاركة في إطار يهدف إلى إنهائه وقتله". ويأتي كلام سيدا فيما يتعرض المجلس الوطني لانتقادات من الولاياتالمتحدة. وأجرى المجلس خلال اجتماعاته التي بدأها الأحد الماضي في الدوحة تغيرات في بنيته إفساحا بالمجال أمام انضمام المزيد من الهيئات والشخصيات إلى الهيئة العامة التي باتت تضم 400 عضو، لا سيما من الأقليات السورية. إلى ذلك بحث وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في عمان أمس سبل وقف العنف في سورية، مع رئيس الوزراء المنشق رياض حجاب، الذي أعلن بعد ذلك رفضه دعوة لزيارة موسكو احتجاجا على الموقف الروسي من النزاع. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مع نظيره الأردني ناصر جودة: "التقيت بحجاب، وكان هدف اللقاء كما هو مع كل جهات المعارضة الأخرى، أن نتفق على آلية عمل نحاول من خلالها وقف العنف، وانقاذ أكبر عدد ممكن من الأرواح لكن بطريقة لا يستغل بها أي طرف هذا الأمر للحصول على قوة عسكرية أكبر على الأرض". وبحسب لافروف فإن "بعض الأطراف تقول: إنه في البداية يجب على الرئيس السوري بشار الأسد أن يتنحى، إذًا فهؤلاء لا تهمهم حياة السوريين، لكن رأس بشار الأسد، ونحن لا ندعم هذا الموقف". واوضح محمد العطري، المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء المنشق أن "لافروف قدم دعوة لحجاب خلال اللقاء لزيارة موسكو، لكنه رفضها وقال: إنه لا يمكن أن يلبي هذه الدعوة بهذا الوقت، وفي ظل ما يجري من إسالة للدماء في سورية، وفي ظل موقف روسيا الحالي غير الأخلاقي". وأوضح العطري أن "حجاب أبلغ لافروف أنه لا يوجد حل بوجود هذا النظام. عليه أن يرحل أولا ثم نبحث عن حل".