أعتبر رئيس «المجلس الوطني السوري» المعارض برهان غليون، أن إيران و»حزب الله»، يخاطران بعلاقاتهما المستقبلية مع سورية، في ظل استمرار دعمهما لنظام الرئيس بشار الأسد، الذي يواجه حركة احتجاجات واسعة، هي الأكبر منذ توليه السلطة خلفاً لوالده قبل 11 عاماً. وحذر غليون، في مقابلة مع محطة «سي إن إن» الإخبارية الأميركية من مقر إقامته في باريس من أن الأحداث التي تشهدها سورية في الوقت الراهن، قد تؤدي إلى تدخل عسكري خارجي. وفي حديثه مع «سي إن إن» قال غليون إن إيران «تشارك في قمع الشعب السوري»، من خلال دعمها للأسد. وأعرب المعارض السوري عن أمله بأن «يدرك الإيرانيون أهمية عدم الإضرار بالعلاقات السورية الإيرانية، من خلال الدفاع عن نظام بات من الواضح أن شعبه يرفضه، بل أصبح نظاماً لتعذيب شعبه». وقال إن طهران يجب أن تفهم أن «هذه هي الفرصة الأخيرة لتجنب مصير لا نرغبه للعلاقات السورية الإيرانية». وبالنسبة إلى حزب الله، قال غليون إن «الشعب السوري وقف تماماً يوماً ما إلى جانب حزب الله، ولكنهم اليوم متفاجئون من أن حزب الله لم يرد الجميل ويدعم نضال الشعب السوري من أجل الحرية». وكان غليون طالب، بعد اجتماعه مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في موسكو مطلع الأسبوع، بنشر قوات حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة في سورية، على أن تضغط موسكو من أجل إقناع الرئيس الأسد بالتنحي. وجاءت زيارة غليون إلى روسيا ضمن مساعي حثيثة تبذلها المعارضة السورية لنيل اعتراف دولي بتمثيلها للشعب السوري، وتعزيز الضغوط الدولية على دمشق لوقف العنف ضد المدنيين. وقال غليون، وفقاً لما نقلته عنه وكالة «انترفاكس» الروسية الرسمية إن روسيا «لم تبدل موقفها من الأمة السورية،» ولكنه شدد على أن المحادثات مع لافروف كانت «إيجابية جداً». ونقلت وكالة «نوفوستي» الروسية عن غليون قوله في المؤتمر الصحافي أن فكرة الاعتراف بالمجلس الوطني السوري لم تبحث خلال اللقاء، «لكن الجانب الروسي أعرب عن ارتياحه للتواصل مع المجلس وأكد حرصه على مواصلة الاتصالات معه خلال الفترة المقبلة.» وأبلغ غليون الجانب الروسي خلال اللقاء أنه «ينبغي على كل الدول الحريصة على الحل السلمي للوضع في سورية دفع الأسد إلى التنحي»، مشدداً على أنه «أوغل في قتل الشعب السوري وأصبح جزءاً من المشكلة وليس جزءاً من الحل». وأكد غليون أن الثورة في سورية ذات طابع سلمي قائلاً «هي ثورة سلمية وكل التنسيقيات في المحافظات اختارت الأسلوب السلمي،» لكنه أشار في الوقت ذاته إلى «نزوع البعض لحمل السلاح بسبب شدة القمع من جانب النظام». واستبعد غليون تكرار السيناريو الليبي في سورية، مؤكداً اتفاق المواقف بين المجلس والروس على ضرورة تجنب الانزلاق نحو السيناريو الليبي، مضيفاً أنه مستعد للحوار مع كل الأطراف التي «لم تتورط بقتل السوريين».