أعلنت شخصيات سياسية سورية معارضة من عمان عن مبادرة تستعد لعرضها على الاجتماع الموسع المهم الذي يعقد اليوم في الدوحة وتنص على "إنشاء جسم جديد" للمعارضة السورية ممثلا لكل الشرائح ومن ضمنه المجلس الوطني، على أن يليه تشكيل حكومة في المنفى. ويأتي هذا الإعلان بعد تصريحات أميركية حضت على تشكيل إطار أكثر شمولا للمعارضة السورية لتتمكن من الإعداد لانتقال سياسي، معتبرة أن المجلس الوطني لم يعد ممثلا لكل أطياف المعارضة. وتزامن مع تقارير عن احتمال تشكيل حكومة سورية في المنفى برئاسة المعارض البارز رياض سيف. وشارك سيف في اجتماع بحث في المبادرة وعقد أول من أمس في عمان بدعوة من رئيس الوزراء السوري المنشق رياض حجاب وبحضوره، إلى جانب شخصيات بارزة، بينها ممثل عن جماعة الإخوان المسلمين المنضوية في إطار المجلس الوطني، وأعضاء سابقون وحاليون في المجلس. وقال محمد العطري، المتحدث باسم رياض حجاب، إن "25 شخصية وطنية سورية شاركت في الاجتماع" الذي وصفه بأنه "تحضيري للاجتماع الموسع الذي سيعقد في الدوحة". وأضاف أن "النائب السوري السابق رياض سيف سيعلن خلال اجتماع الدوحة عن المبادرة الوطنية السورية". وأوضح أن المبادرة "عبارة عن إنشاء جسم سياسي جديد للمعارضة يكون ممثلا لجميع شرائح المعارضة ويتكون من المجلس الوطني والمجلس الوطني الكردي والمجالس المحلية والمجالس الثورية في الداخل والشخصيات السياسية التاريخية وهيئة علماء المسلمين ورابطة علماء المسلمين". وقال العطري إن "مشاورات ستجري لمعرفة ما إذا كانت هذه المبادرة ستشكل جسما بديلا عن المجلس الوطني أو ائتلافا جديدا". وأضاف "بكل تأكيد سينتج عن هذه التوليفة في وقت لاحق إعلان حكومة". وأصدر اجتماع عمان بيانا أكد فيه أن "رحيل الأسد وعصابته عن السلطة هو شرط مسبق لا تنازل عنه قبل الدخول في أي حوار يهدف إلى إيجاد حل غير عسكري، هذا إذا كان ذلك ممكنا". واتفق المجتمعون، بحسب البيان الصادر عن مكتب حجاب، على "دعم الجيش الحر والحراك الثوري كأداة شرعية لإسقاط النظام المجرم مع التأكيد على وحدة ووطنية السلاح". ولفتت مشاركة الإخوان المسلمين في الاجتماع، لا سيما أنهم يعتبرون من أبرز أركان المجلس الوطني، ويؤخذ عليهم محاولة الهيمنة على سياسة المجلس. وأوضح نائب المراقب العام للجماعة علي صدر الدين البيانوني أنه عبر خلال اللقاء عن تأييد الإخوان فكرة إيجاد قيادة سياسية جامعة للمعارضة السورية "من حيث المبدأ"، مشددا على ضرورة "المحافظة على كيان المجلس الوطني السوري، وألا تكون الهيئة الجديدة بديلا عنه". إلا أنه دعا إلى "تمثيل القيادة المشتركة للمجالس العسكرية والمجالس الثورية" في القيادة الجديدة، و"إعادة النظر في تمثيل المحافظات السورية ليكون متوازنا ومتناسبا مع عدد سكان كل محافظة"، وضم شخصيات إسلامية إلى الهيئة.