عاد أمس نحو 5 ملايين طالب وطالبة إلى مقاعد الدراسة في نحو 33 ألف مدرسة للبنين والبنات بمختلف المراحل، حيث سجلت تقارير مديري ومديرات المدارس غيابا للطلاب والطالبات تراوح بين 5 و 30%. عودة الطلاب رافقتها آثار السهر، وملامح ضجر من قصر الإجازة التي يليها استكمال فترة طويلة من الفصل الدراسي الأول، تستمر حتى موعد اختبارات نهاية الفصل في 13 صفر المقبل. واستطلعت "الوطن" آراء عدد من مديري ومديرات المدارس حول استئناف الدراسة، وأكد كل من فهد اليحيى وسعيد الغامدي ومحمد الحربي، مديري مدارس ثانوية بمنطقة مكةالمكرمة، أن غياب الطلاب يوم أمس تراوح بين 5 و30% من إجمالي الطلاب، مشيرين إلى أن هذه النسبة اعتيادية في أول يوم دراسي يلي الإجازة عادة، وأن المدارس ستلاحق المتغيبين دون أعذار بلائحة المواظبة. وأوضحوا أن عودة الطلاب أمس كانت "متثائبة"، وأن ذلك يعود لأمرين أولهما قصر الإجازة، وثانيهما إقبالهم على فصل دراسي طويل نوعا ما، إضافة إلى ضعف ثقافة أسر الطلاب التي تنطلق من عدم الإحساس بالمسؤولية تجاه تأثير الغياب على مستوى تحصيل أبنائهم. وأكد كل من سالم الزويني وماجد ربيعان وسعد القرشي "معلمين"، أن المدارس تتجاهل رفع تقارير تتضمن واقع الغياب في المدارس خوفا من المساءلة، مؤكدين أن نسب الغياب وصلت إلى 40% في بعض المدارس أمس. وأرجع المعلمون غياب الطلاب إلى ضعف عقوبات لائحة المواظبة التي تقضي بحسم درجات من بند المواظبة في حال الغياب دون عذر، مؤكدين أن هذا الحسم لا يترتب عليه رسوب أو تأخر الطالب دراسيا، وإنما حسم شكلي حددته اللائحة كعقوبة، إضافة إلى دور أسر الطلاب التي تجهل الآثار السلبية للغياب، وأن هذه الأسباب ربما تتضاعف نهاية هذا الأسبوع إن لم تقم المدارس بعمل برامج علاجية سريعة للحد من ظواهر الغياب. وقال المعلمون إن عودة الطلاب أمس كانت كسولة جدا، حيث بدت على وجوههم علامات الإجهاد جراء العودة السريعة إلى مقاعد الدراسة، وأشاروا إلى أنهم لاحظوا تدني فاعليتهم خلال المشاركة في الحصص الدراسية، والأنشطة اللاصفية التي بدت متواضعة جدا أمس. وفي الرياض، استأنف الطلاب والطالبات في جميع المراحل الدراسية أمس، دراستهم بعد الإجازة وسط استقبال حافل من العديد من المدارس التي حرصت على إحضار "سلاّت" من الحلوى لتوزيعها على معلميها وطلابها وطالباتها مع بدء اليوم الدراسي، فيما أقامت مدارس أخرى احتفالات معايدة أثناء الفسح شملت إفطارا خفيفا كنوع من الألفة التي تجمع الزملاء والزميلات. وخلال زيارة "الوطن" لمدرسة الوليد بن عبادة المتوسطة شمال شرق العاصمة، رصدت استقبال رائد النشاط الطلابي المعلم مساعد القرني لزملائه وطلاب مدرسته بالحلوى والترحيب بهم وتهنئتهم بعيد الأضحى، وهي خطوة قال عنها القرني إنها جزء من برنامج استقبال المعلمين والطلاب بعد الإجازة وكسر الروتين المعتاد في الكثير من المدارس حيث تم تخصيص سلتين مملوءتين بالحلوى واستقبال الطلاب بها أمام بوابات المدرسة وعند فراغهم من الطابور الصباحي، مما كان لها الأثر الكبير في نفوس الطلاب ومنحهم انطباعا بأن المدرسة اهتمت بعودتهم وهنأتهم بهذه الطريقة.