خلص اجتماع المعارضة السورية في إسطنبول أمس، إلى اقتراح تشكيل حكومة موقتة، وتحديد المنطقة الشمالية من الأراضي السورية موقعا لها. وأبلغ "الوطن" رئيس مجلس أمناء الثورة السورية هيثم المالح، أن أطياف المعارضة سيناقشون في إحدى العواصم الخليجية قريبا آلية تشكيل الحكومة، وسعي المجلس الوطني للحصول على اعتراف دولي ل "حلب وإدلب" بعد تحريرهما. واشترط المالح، موافقة الشعب السوري على ميلاد الحكومة، باعتباره صاحب الشرعية، مؤكدا التواصل مع الكتائب والمنظمات والمجالس العسكرية والتنسيقيات للحصول على موافقتها. وفي شأن متصل، أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان في مؤتمر صحفي في برلين مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، أن بلاده لا تستطيع إنشاء منطقة عازلة في سورية دون قرار دولي. كشف رئيس مجلس أمناء الثورة السورية هيثم المالح ل"الوطن" أمس، عن أن المنطقة الشمالية من الأراضي السورية، ستكون موقعا للحكومة الانتقالية، أو حكومة المنفى، التي وضع مقترحها أمس أعضاء المجلس الوطني السوري في تركيا على الطاولة. وربط المالح بين فكرة الحكومة التي سيبحثها كل أطياف المعارضة خلال فترة قريبة في إحدى العواصم الخليجية، وبين تحرير المناطق الشمالية ك"حلب وإدلب" وإعلانها مناطق مُحررة من قبضة النظام؛ لتكون موقعا للحكومة، التي سيسعى المجلس الوطني للحصول على اعتراف دولي بها. وقال المالح في أعقاب الفراغ من اجتماعٍ ضمّ أطياف المعارضة السورية في تركيا: "سندرس ونتشاور حول أن تكون مناطق شمال سورية مقرا للحكومة، كحلب وإدلب اللتين ستكونان خلال فترة وجيزة محررتين كليا، مشيرا إلى أن قرب المنطقتين من الحدود التركية سيلعب دورا هاما في هذا الأمر. واشترط المالح، موافقة الشعب السوري على ميلاد هذه الحكومة الانتقالية، باعتباره صاحب الشرعية. وقال: "إذا عرض الأمر على الشعب السوري ووافق عليه، سيعترف المجتمع الدولي بهذه الحكومة". وعن كيفية استقاء آراء السوريين في الداخل، ومدى ضمان سير العملية بشكل شفاف أعطى المعارض السوري للكتائب والمنظمات والمجالس التنسيقية العسكرية داخل سورية الحق في استقاء الرأي من قبل الشعب السوري، فيما لم يُعر أي أهمية حول قدرة السوريين على الإدلاء بآرائهم حول الحكومة الانتقالية، في ظل القمع الذي يمارسه النظام. وقال: "الشعب سيختار مصيره من الداخل وهناك كتائب ومنظمات ومجالس عسكرية وتنسيقيات، سنتواصل مع الكل، لأخذ موافقة الكل لاختيار الحكومة التي لا يملك الحق في إقرارها ومشروعيتها غير الشعب السوري". ومن المقرر أن تشهد العاصمة القطرية الدوحة خلال الأسابيع المقبلة، اجتماعا للمعارضة بكل أطيافها، للبحث في مسألة الإعلان عن حكومة انتقالية، أو حكومة منفى. ميدانيا، شن طيران النظام غارات جوية على عدة مناطق، لا سيما في ريف دمشق، وشمال غرب البلاد، في وقت أدى انفجار عبوة ناسفة قرب مقام السيدة زينب، جنوب شرق دمشق، إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل. وتعرضت مناطق الغوطة الشرقية إلى الشرق من العاصمة لأكثر من 20 غارة جوية استهدفت بساتين ومدن وبلدات الغوطة، منها: "اربع غارات جوية على مدينة عربين ومحيطها، وشوهدت أعمدة الدخان تتصاعد من المناطق المستهدفة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن وقوع اشتباكات بين المقاتلين المعارضين والقوات النظامية التي حاولت اقتحام مدينة حرستا في ريف دمشق، بينما تعرضت بلدة زملكا للقصف. كذلك استهدفت الغارات مناطق في محافظة إدلب، لا سيما مدينة معرة النعمان الإستراتيجية الخاضعة لسيطرة الثوار. وأشار المرصد إلى أن اشتباكات عنيفة تدور عند المدخل الجنوبي للمدينة. كذلك هاجم الثوار "حواجز تابعة للقوات النظامية على طريق اللاذقية-إدلب في ريف جسر الشغور". وفي مدينة السيدة زينب جنوب شرق دمشق، قتل ثمانية أشخاص على الأقل وأصيب العشرات بجروح، جراء انفجار عبوة ناسفة "كانت مزروعة في دراجة نارية، بحسب المعلومات الأولية، وانفجرت أمام فندق آل ياسر.