"نجود وبشائر بافرط" شقيقتان شاركتا في تأسيس فريق "آثر وتقدر" التطوعي الذي يعني بدعم وخدمة أربطة جدة الخيرية، والعمل على توفير احتياجات العائلات الفقيرة التي تقطنها. وعمل الفريق لا يقتصر على توفير تلك الاحتياجات، بل والمساهمة في الاحتفال معها بالمناسبات العامة كالأعياد وغيرها، والتنسيق مع كل فئات المجتمع لزيارة هذه الأربطة ومعايدة الناس هناك. تقول مؤسسة الفريق نجود بافرط: إن العمل التطوعي الخيري وغير الربحي يتطلب مؤهلات و يشبه العمل بمفهومه العادي، ويقابله الأجر والمثوبة من الله، وهو في ذات الوقت وسيلة يرد بها الفرد الجميل لمجتمعه. وأكدت أن اختيارها خدمة الأربطة التي تسكنها عدد من العائلات المحتاجة أو أفراد من المسنين والنساء والمطلقات والأرامل جاءت من منطلق حاجة هؤلاء السكان لدعم زائد بجانب ما توليه الدولة وحكومة خادم الحرمين الشريفين من اهتمام كبير. وجاءت الفكرة لتأسيس فريق جدة التطوعي لخدمة الأربطة كحلقة وصل بين الأثرياء، ونزلاء الدور الإيوائية، حيث يقوم الفريق بحصر المتطلبات، ومنها إيصالها لأصحاب الأيادي البيضاء، وسرعان ما برزت أعمال أعضاء الفريق، وانضم لهم العشرات من طلبة الجامعات. كما شارك فريق "خواطر الظلام" الموهوب مع الفريق في الفترة الأخيرة، وحسب نجود، فإن الفريق سيزور عددا من الأربطة للاحتفال مع قاطنيها بعيد الأضحى المبارك. من جانبها، قالت قائدة فريق العمل الخيري بشائر بافرط: إن العمل التطوعي أصبح محط ترحيب من الجميع، خاصة في ظل وجود ظروف أو أزمات، واستطاع الشباب في كل أرجاء المملكة الاستفادة منه بشغل أوقات فراغهم من جهة، وتحملهم مسؤولية المشاركة في أعمال الخير من جهة أخرى. وقالت بافرط: إن الفريق أسس في عام 2009، ويضم حاليا الكثير من أبناء جدة الخيرين، ومنهم منظم المعلومات للأربطة إيلاف خميس، ومدخل البيانات زينب هارون، ويمتثل فريق العمل لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (خير الناس أنفعهم للناس)، وتأتي من هنا الرسالة التي تعد الأولى من نوعها. ويبدأ عمل الفريق الذي انضم له طلبة وطالبات من مختلف جامعات جدة، بالبحث عن الأربطة وحصر وتسجيل المحتاجة منها، ومن ثم محاولة تحسين الظروف المعيشية والاجتماعية والنفسية والبيئة والصحية لقاطنيها، والهدف من ذلك تسهيل انخراط أبنائها في المجتمع، وكسر العزلة التي قد يشعرون بها، ومن جهة أخرى غرس مفهوم حب المساعدة، وشغل أوقات الفراغ للبعض من الخريجين العاطلين عن العمل، ومنها تزكية وتهذيب للنفس عن طريق بذل المساعدة للمحتاجين، وإدخال السرور والأمان بإدماج أهالي الأربطة مع المجتمع. وأضافت بشاير بافرط، قائد فريق "آثر وتقدر" التطوعي، الذي يخدم ما يقارب 9 أربطة، أن العمل يبدأ بتدوين بيانات حاجة السكان، وتعبئة الاستبيانات لكل ما يحتاجونه من أدوية وأجهزة كهربائية وملابس وأطعمة، وإيصال المعلومات مباشرة لأهل الخير والجمعيات والحملات، ممن يرغبون في المساعدة، ودعم ذوي الحاجة، ويشرف الفريق على التأكد من إرسال الاحتياجات إلى مستحقيها، بالإشراف على مندوبي رجال الأعمال أو الجمعيات الخيرية. ويحرص الفريق أيضا على تنظيم بعض الرحلات الترفيهية لأطفال الأربطة في مناسبات الأعياد ونهاية العام الدراسي، كما يشارك الفريق في توزيع ملابس العيد ولعب الأطفال على نزلاء الدور الإيوائية. وعن حجم استفادة المتطوعين في فريق العمل الخيري التطوعي لخدمة سكان الأربطة "آثر وتقدر" قال المهندس الشاب رشيد الحريري: إن خدمته للأربطة غيرت الكثير من أفكاره، وبدلت بعض العادات التي كانت متلازمة له في حياته. وأضاف، "منذ اللحظات الأولى التي شاركت فيها مع الفريق وجدت أناسا يعانون ومحرومين من أشياء قد نعتبرها في حياتنا بسيطة وفي متناول أيادينا، وأكثر ما زاد من طاقتي في خدمة قاطني الأربطة، حاجة المسنات والأرامل لأشياء لا يقدرون على شرائها بسبب سوء المعيشة وضعف ما يتلقونه من راتب الضمان، وليست لديهم قدرة على العمل بسبب كبر سنهم ومعاناتهم من الأمراض.. توفير القليل لهؤلاء يجعلنا نشعر بسعادة غامرة".