يتواجه الرئيس الأميركي باراك أوباما لأول مرة مع خصمه الجمهوري ميت رومني غداً الأربعاء في دنفر بولاية كولورادو (غرب) في مناظرة تلفزيونية تدوم تسعين دقيقة سيتابعها أكثر من خمسين مليون مشاهد. وتقدم هذه المناظرة الأولى التي ستليها مناظرتان آخريان، للمرشح الجمهوري للبيت الأبيض فرصة استثنائية لإعادة إطلاق حملته بعد سلسلة من الأخطاء التي ارتكبها ومن استطلاعات الرأي التي تتوقع هزيمته أمام الديموقراطي أوباما، غير أنها تنطوي في الوقت نفسه على مخاطر. والمناظرات التي بدأت تنظم عام 1960 اكتسبت أهمية تاريخية في الانتخابات الرئاسية الأميركية، حيث يمكن لأي هفوة أو لحظة تردد أن تقضي على حظوظ مرشح. ومن الضروري في هذا السياق للمرشح المتراجع في استطلاعات الرأي أن يحقق اختراقاً حاسماً لتحقيق الفوز في الانتخابات. ومع اقتراب الموعد المقرر لأولى المناظرات، يسعى كل من المعسكرين للتشديد على نقاط قوة الخصم، عملاً بإستراتيجية تقليدية في المراحل التي تسبق المناظرات تهدف إلى خفض مستوى التوقعات وتعزيز عنصر المفاجأة. وقالت مستشارة رومني بيث مايرز الجمعة في مذكرة نقلتها وسائل الإعلام إن «الرئيس أوباما خطيب بليغ ويعتبر أحد أهم المحاورين السياسيين في التاريخ الحديث». من جهته أكد أقرب مستشاري أوباما ديفيد اكسلرود في تصريح في اليوم نفسه: «نتوقع أن يكون ميت رومني محاوراً مستعداً ومنضبطاً وهجومياً». وتابع: «لكن العبء يقع على كتفي ميت رومني ليوضح كيف يمكن للعودة إلى السياسات التي ولدت الأزمة الاقتصادية أن تؤدي إلى نتائج مختلفة». ومناظرة مساء غد هي الأولى من ثلاث وتجري قبل أقل من خمسة أسابيع من استحقاق 6 نوفمبر. وتليها مناظرتان في 16 أكتوبر في همبستيد (نيويورك، شمال شرق) وفي 22 أكتوبر في بوكا راتون (فلوريدا، جنوب شرق). وتعليقا على تصريحات لرومني صورت بغير علمه ونشرت في سبتمبر وقد انتقد فيها 47% من الأميركيين وصفهم بأنهم لا يدفعون الضرائب ويعتقدون أنهم «ضحايا»، اعتبر لينارد ستاينهورن الأستاذ في الجامعة الأميركية أنه «كي يستفيد رومني من هذه المناظرة على باراك أوباما أن يتعثر، ينبغي أن يقول شيئاً على مستوى تصريح ال47% الذي أدلى به ميت رومني».